للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل السادس

[دوفو]

داوتشين - بو - جوي - قصائد لشفاء الملاريا - دوفو

ولي بو - رؤيا الحرب - أيام الرخاء - الإملاق - الموت

لي بو عند الصينيين شبيه بكيتس عند الإنجليز، ولكن للصين غيره من المغنين، لا يكاد يقلّ حبهم لهم عن حبهم للي بو، فمنهم داوتشين الشاعر الرواقي البسيط الذي اعتزل منصباً حكومياً، لأنه على حد قوله لم يعد في وسعه أن يحني فقرات ظهره نظير خمسة أرطال من الأرز في كل يوم" أي أن يبتاع مرتبه بكرامته. واعتزل داوتشين الحياة العامة كما اعتزلها كثيرون من رجال الدولة اشمئزازاً من حياة الوظيفة ذات النزعة التجارية، وذهب ليعيش في الغابات ينشد فيها "طول السنين وعمق الخمور"، ويجد في مجاري الصين وجبالها من السلوى والبهجة ما صوره رساموها على الحرير فيما بعد:

اقطف الأقحوان تحت السياج الشرقي،

ثم اسرح الطرف طويلاً في تلال الصيف البعيدة

وأملا صدري من هواء الجبال النقي عند مطلع الفجر،

وأرى الطيور تعود مثنى مثنى.

إن في هذه الأشياء لمعاني عميقة،

لكننا إذا شئنا التعبير عنها خانتنا الألفاظ فجأة. . .

ألا ما أسخف أن يقضي المرء حياته كأوراق الشجر الساقطة المطمورة في تراب الطرقات!

ولقد قضيت ثلاثة عشرة سنة من حياتي على هذا النحو. . .