للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعصون الله، وأن هذا (عصيانهم للإمبراطور) يجعلهم يستحقون اللعنة الأبدية وعبَّر نابليون عن امتنانه لرجال الدين (الإكليروس) بحضور القداس مبدياً الطاعة"، لكنه أوصى أن "يكون القداس موجزاً بقدر الإمكان".

لقد كان مقتنعاً في هذه اللحظات المفعمة بنشوة الانتصارات أنه قد كسب العالم الكاثوليكي كله إلى جانبه. ومن الناحية الفعلية فإن الإكليروس الفرنسيين لم يكونوا قد نسوا أبداً فقدانهم أراضيهم وكانوا ممتعضين لربطهم بالدولة بقيد الراتب (الأموال التي يتقاضونها من الدولة)، وكانوا ينظرون - أكثر فأكثر - للبابا لتأييدهم ضد حاكم كانوا يعتبرونه كافراً فيما بينهم وبين أنفسهم. إنهم وإن كانوا غاليِّين Gallican (نسبة إلى بلاد غال) وفقاً للقانون إلا أن مشاعرهم كانت متجهة نحو البابا فعندما نزع الإمبراطور من البابا بيوس السابع الأراضي التي كانت في حوزة الباباوية لآلاف السنين (وأكثر من هذا عندما تم انتزاع البابا من روما وسجنه في سافونا Savona وفونتينبلو Fontainebleau) - هبَّ الإكليروس وجماهير فرنسا للدفاع عن حبرهم (البابا) وعقيدتهم، واكتشف نابليون متأخراً أن قوة الخرافة والكلمة أشد من قوة القانون والسيف.

[٤ - طريق المجد]

وسط مشروعاته وانتصاراته، كان عليه دائما أن يكون حذراً لمواجهة التحديات لسلطانه وللحفاظ على حياته. وكان الملكيون في فرنسا هادئين نسبياً لأنهم كانوا يأملون في إقناعه أن أكثر الطرق التي عليه أن يسلكها أمناً هي إعادة البوربون وأن يقبل منصباً شرفياً مقابل هذا. وشجعوا كتابا مثل مدام دي جينلي de Genlis على الكتابة في هذا الموضوع، وقد صوّرت روايتها مدموازيل دي لا فاليير Mademoiselle de la Valliéve فرنسا في صورة مبهجة في ظل حكم لويس الرابع عشر. ولعبوا على الميول الملكية السرية لبورين، سكرتير بونابرت وعملوا من خلاله على كسب جوزيفين إلى صفهم. لقد كان لهذه المعشوقة تطلعات سياسية مفرطة، لقد كانت تخشى إذا أصبح نابليون ملكاً أن يطلقها ليتزوج أخرى تستطيع أن تلد له وريثاً، وحاول نابليون أن يهدئ مخاوفها ببعض لحظات العشق والدلال