كتاب قصة الحضارة

حرب السبع سنين - ٣ - من براغ إلى روسباخ - ج: 39 - ص: 83

الصراع على المستعمرات، لا عجب إذن أن يبغض جورج الثاني المتعلق بهانوفر ووزيره بت ولكن بت لم يلبث أن غير رأيه. وصرح أن فرنسا المنتصرة على فردريك ستغدو سيدة على أوربا، وعلى إنجلترا أيضاً بعد قليل، فعلى البرلمان إذن أن يوافق على إرسال المال لفردريك والجنود لهانوفر، ولابد من إكراه فرنسا على استنزاف قوتها في أوربا، بينما تنتزع إنجلترا المستعمرات والأسواق من البحار التي تفتحها.

وعليه ففي يناير ١٧٥٧، أبرمت بريطانيا حلفاً ثانياً مع بروسيا، تعهدت فيه بالعون المالي لفردريك، وبالجنود لهانوفر. ولكن حدث أن أقيل بت فجأة (٥ إبريل) وأربكت أهواء السياسة حكمتها، وتعطل إرسال العون لفردريك، وظل عاماً تقريباً يقف وحيداً، ومعه ١٤٥. ٠٠٠ مقاتل، أمام جيوش تحدق به من كل صوب، ففي القرب ١٠٥. ٠٠٠ مقاتل من فرنسا، ٢٠. ٠٠٠ مقاتل من الدويلات الألمانية، وفي الجنوب ١٣٣. ٠٠٠ من النمسا، وفي الشرق ٦٠. ٠٠٠ من روسيا، وفي الشمال ١٦. ٠٠٠ من السويد. في ذلك اليوم الذي شهد سقوط بت، وسم الإمبراطور فرنسيس الأول-زوج ماريا تريزا، اللطيف الوديع عادة-فردريك رسمياً بأنه خارج على القانون، ودعا كل الرجال الصالحين إلى تعقبه وتصيده لأنه عدو للنوع الإنساني عاصٍ فاجر.

[٣ - من براغ إلى روسباخ]

١٧٥٧

في ١٠ يناير أرسل فردريك إلى وزاراته في برلين تعليمات سرية: "يجب أن تجري الأمور مجراها دون أدنى تغيير إن قتلت، وإن تعثر حظي فأسرت، فأني أمنع أقل اعتبار لشخصي، أو أدنى التفات لأي شيء قد أكتبه وأنا في الأسر" (٢٥).

وكانت لفتة عديمة الجدوى، لأن بروسيا كانت ضائعة لا محالة بدون عبقريته الحربية. وكان أمله الوحيد في ملاقاة أعدائه كلٍ على حدة قبل أن يستطيعوا التجمع عليه. ولم يكن الفرنسيون مستعدين للمعركة، وربما