للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النمساوية، ونقلت ملكية هذه الأراضي الواطئة الجنوبية إلى ولية عهد أسبانيا البوربونية لقاء دوقيات أسبانية في إيطاليا. ولعل فرنسا كانت تتخلى على وعي منها عن مستعمراتها للفتح البريطاني بتكريس مواردها كلها تقريباً لالتهام "بلجيكا". واستطاع كاونتز أن يحس بأنه أحرز نصراً دبلوماسياً عزيزاً.

ولم يجد الآن مشقة في أن يستميل روسيا إلى مديد العون النشيط إلى النمسا. وتعهدت روسيا والنمسا بمقتضى اتفاقية سانت بطرس بورج (٢ فبراير ١٧٥٧) بأن تضع كل منها ثمانين ألف جندي في الميدان، وأن تخوض الحرب إلى أن توحد سليزيا مع النمسا من جديد وتختزل بروسيا إلى دولة صغيرة. ثم اتجه كاولتز إلى السويد فأدخلها الحلف بأن كفل لها في حالة الانتصار كل الشطر البومراني الذي سلم لها في معاهدة وستفاليا. وفرض على السويد أن تقدم ٢٥. ٠٠٠ مقاتل، وعلى النمسا وفرنسا أن تمولا هذا الجيش. وتعهدت بولندا التي كان يحكمها الملك اللاجئ أوغسطس الثالث بتقديم مواردها المتواضعة إلى الحلف الفرنسي والنمساوي، وهكذا تكتلت ضد فردريك كل أوربا باستثناء إنجلترا، وهانوفر، والدنمرك، وهولندا، وسويسرا، وتركيا، وهسي-كايل.

ووجدت إنجلترا من الأسباب ما يغريها بترك فردريك لمصيره. ذلك أن جورج الثاني رأى في فزع أن موطنه المحبوب هانوفر الإمارة الناخبة التي قدم منها أبوه ليحكم بريطانيا، وقفت عاجزة عن الدفاع عن نفسها في طريق جيش عرمرم، بينما كان فردريك أعجز من أن يقدم لها عوناً ذا بال وبينها وبين هذه الشقة والأعداء يشددون عليه النكير. وأصبح هذا الإغراء أمراً لا يكاد يقاوم حين عرض كاونتز عدم المساس بهانوفر إذا ظلت بمعزل عن الحرب القاربة؛ في تلك اللحظة كان مصير فردريك في خطر. وكان بت، الذي عين وزيراً للخارجية في ١٩ نوفمبر ١٧٥٦ ميالاً أول الأمر لترك بروسيا وهانوفر تذودان عن نفسيهما دون عون من الخارج، بينما تركز إنجلترا كل مواردها الحربية على