دعي أهل فلورنس في اليوم الثاني من ديسمبر عام ١٤٩٤ إلى برلمان Parlamento، دعاهم إليه الناقوس العظيم المعلق في برج قصر فيتشيو. وطلب إليهم مجلس السيادة أن يخولوه سلطة ترشيح عشرين من رجالها، يعينون هم مجلس سيادة جديد ورؤساء جدداً للموظفين، وأن يحتفظ هذا المجلس وأولئك الموظفون بمناصبهم عاماً واحداً، تملأ بعده جميع المناصب بطريق القرعة من سجل يحتوي أسماء الذكور المتمتعين بالحقوق السياسية والبالغ عددهم قرابة ثلاثة آلاف. ووافق البرلمان على أن يعهد بهذه السلطة إلى مجلس السيادة القديم .. وحل «العشرون» المجالس والهيئات التي كانت تنظر في الشئون العامة وتديرها أيام آل ميديتشي، ووزعوا المناصب المختلفة على أنفسهم، ولكنهم لم يكونوا ذوي خبرة ودراية بهذه الأعمال، وقامت بينهم التحزبات للأسر فمزقتهم تمزيقاً، وانهارت الأداة الحكومية الجديدة، وأوشكت الفوضى أن تضرب أطنابها في المدينة، وشرع دبيب الكساد يدب في التجارة والصناعة، وتعطل الناس، واحتشدت الجموع الغاضبة في الشوارع؛ وأقنع بيرو كبوني Pero Capponi« العشرين» أن لا سبيل إلى عودة النظام إلا إذا دعي سفنرولا إلى مجالسهم.
واستدعاهم الراهب إلى ديره، وعرض عليهم منهاجاً طموحاً من التشريعات السياسية، والاقتصادية، والخلفية. ووضع «العشرون» بزعامته وزعامة بيترو سديريني Pietro Soderini دستوراً جديداً اتخذوا بعض مبادئه من الدستور الذي نجح أيما نجاح في استقرار الحكم في البندقية. وينص هذا الدستور على إنشاء مجلس أعلى Maggior Consiglio يتكون