للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

Amiens سوى البداية، ففي ٢٣ مايو سنة ١٨٠٢ وقَّع نابليون معاهدة مع بروسيا وفي اليوم التالي مع بافاريا وفي ٩ أكتوبر مع تركيا (الدولة العثمانية) وفي ١١ أكتوبر مع روسيا، وعندما اقترب التاسع من نوفمبر - الذكرى السنوية للثامن عشر من الشهر الجمهوري برومير - رتِّب الأمور للاحتفال به كمهرجان للسلام. وفي هذا اليوم أعلن بسعادة هدف جهوده: إن الحكومة إيماناً منها بطموحاتها وتنفيذاً لوعودها لن تستسلم للمشروعات المنطوية على المخاطرة. إن واجبها كان هو استعادة الهدوء، لتعمل على ترسيخ العلاقات القوية والأبدية بين الأسرة الأوروبية الكبيرة لتشكيل أقدار العالم وربما كانت هذه اللحظة هي أرقَّ لحظة في تاريخه.

٣ - فرنسا المرموقة: من ١٨٠٢ إلى ١٨٠٣ م

قال نابليون في جزيرة سانت هيلينا St. Helena:

" لقد اعتقدتُ بكل الإخلاص أن قدري وقدر فرنسا قد استقرا في إميان لقد كنت بصدد تكريس نفسي تماماً لإدارة فرنسا، واعتقدتُ أنني سآتي بالأعاجيب ".

لقد كان هذا القول بمثابة محاولة لإزالة آثام اثنتي عشرة معركة، لكن في اليوم التالي لتوقيع سلام أمين كتب جيرولامو لوشيسيني Girolamo Lucchesini السفير البروسي في باريس لمليكه تقريراً مفاده أن نابليون قرر الالتفات للزراعة والصناعة والتجارة والفنون وكل ما يُدِرُّ عائداً مالياً والتي كانت الحرب قد استنزفتها واستمر جيرولامو قائلا إن نابليون سيتحدث بحرارة عن افتتاح الترع والقنوات وإكمالها وإصلاح الطرق وتطهير الموانئ والمرافئ وإنشاء المدن، وإقامة المؤسسات الدينية وأماكن العبادة، … كما يتحدث عن مقررات دراسية والحقيقة إن قدراً كبيرا من التقدم في هذا المجال كان قد تحقق قبل أن تحتل الحرب - مرة أخرى - مكانة الاهتمام الأولى (١٦ مايو سنة ١٨٠٣).

وكانت الضرائب معقولة وكان يتم جمعها بأقل قدر من الخداع والقوة، وقد غمرت عوائدها الحكومة فساعدت على بقاء الصناعة منتعشة وعلى تشغيل العمالة. وتوسعت التجارة بسرعة عقب رفع إنجلترا للحصار البحري، وانتعش الدين من جديد في ظل الكونكوردات Concordat (المعاهدة الباباوية) الذي عقده نابليون مع البابا. وبدأ