وتربية الحيوانات والطب البيطري وعجالات في القنص أو صيد السمك أو تربية النحل أو دود القز وحكايات خرافية أبطالها من الحيوانات تروي قصصا منها ما له مغزى أخلاقي وكتبا في فن رياضة الصقور مثل كتاب رآه فيبوس (١٣٨٧) من تأليف جاستون الثالث كونت أوف فو، قد جمعت بلا قصد مادة لعلم الحيوان.
وكان لا بد للتشريح والفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) من الاعتماد على تشريح الحشرات وعلى إصابات الجنود والحالات العرضية التي يحتم فيها القانون تشريح لمعرفة سبب الوفاة. وكان المسيحيون المؤمنون يحسون بأنهم على حق في الاعتراض على تشريح جثث الآدميين فالمفروض أنهم على الرغم من وفاتهم سيبعثون من القبور وأبدانهم سليمة يوم الحساب، وكان من الصعب الحصول على جثث لدراسة التشريح خلال القرن الرابع عشر وأتيح لعدد قليل جداً من الأطباء شمال الألب قبل عام ١٤٥٠ رؤية جثة بشرية بعد تشريحها ومع ذلك فإن جي دي شولياك أقنع السلطات في أفنيون عام ١٣٦٠ بأن تحول لمدارس الطب جثث المجرمين الذين ينفذ فيهم حكم الإعدام لإجراء تشريع لها. وكانت عمليات التشريح تتم أمام طلبة في البندقية عام ١٣٦٨ وفي مونبلييه عام ١٣٧٧ وفي فلورنسا عام ١٣٨٨ ولاردة عام ١٣٩١ وفي فيينا عام ١٤٠٤. وشيدت جامعة بادوا عام ١٤٤٥ أول مشرحة معروفة وكانت النتائج لا نهاية لها عالم الطب.
[٤ - المعالجون]
كانت أوربا الشمالية متخلفة بنصف قرن أو أكثر عن إيطاليا في علم لطب وممارسته شأنها في ذلك الأدب والفن بل إن إيطاليا لما تصل ثانية عام ١٣٠٠ إلى ما وصل إليه جالينوس وسورانوس في الطب قبل ذلك بألف