للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني، ووقفهم الزحف البروسي، وإشرافهم على سحقه لولا أن هد تدهور صحتها من قدرتها على حمل التحالف الفرنسي النمساوي الروسي على التماسك كتب السفير البريطاني في تاريخ مبكر (١٧٥٥) يقول: "لقد ساءت صحة الإمبراطورية وأصيبت ببصق الدم والنهج، وبالسعال المستمر، وبالأرجل المتورمة، وبالماء في رئتيها، ومع ذلك فقد رقصت "منويتا معي". (٣٤) وراحت الآن تدفع ثمناً باهظاً لإيثارحا حياة الفسق على الزواج. وإذ كانت بغير خلف، فق طالما بحثت عن شخص من دم ملكي يستطيع التصدي لمشاكل روسيا الخارجية والداخلية، فوقع اختيارها-وهو اختيار لا يمكن تفسيره-على كارل فريدرش أولرش، ابن أختها آنا بتروفنا وكار فريدرش، دوقهولشتين-جوتورب. وكانت هذه أكبر غلطة اقتفتها في حكمها، ولكنها كفرت عنها باختيارها لشريكة حياته.

[٥ - بطرس وكاترين]

١٧٤٣ - ١٧٦١

ولد بيوتر فيودوروفتش، كما أعادت اليزابث تسمية وريثها، بمدينة كيل في ١٧٢٨. ووكان بوصفه حفيداً لبطرس الأكبر ولشارل الثاني عشر كليهما صالحاً لارتقاء العرشين الروسي والسويدي. وقد ألزم البيت لضعف صحته حى بلغ السابعة، ثم اختير بتغيير فجائي للانضمام إلى حرس هولشتين ونشئ على حياة الجندية. وأصبح رقيباً في التاسعة، وكان يسير شامخ الرأس في العروض الميدانية، وتعلم لغة ضباط الجيش وأخلاقهم. وحين ناهز الحادية عشرة عين له مرب ألماني نشأنه على الإيمان اللوثري بصورة لا تنسى، وأسرف في تأديبه إسرافاً أصابه بالعصاب. وإذ أرهبه هذا المربي بعنفه، فقد انطوى على الجبن والتكتم، ولاذ بالمكر والخداع، (٣٥) وبات "دائم النزق والعناد وحب الشجار" (٣٦). ولعل روسو كان مستشهداً به مثالاً يوضح الزعم بأن الإنسان خير الفطرة ولكن البيئة السيئة هي التي تفسده. ذلك أن بطرس كان رقيق الفؤاد، يتمنى أن يسلك المسلك الحق، كما سنرى من