للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألف بستوزيف بين روسيا والنمسا (١٧٤٥) وإنجلترة (١٧٥٥). فلما اتبعت إنجلترة هذا التحالف مع بروسيا (١٦ يناير ١٧٥٦) تهدم بناء الأحلاف الذي أقامه بستوزيف، وأهملت اليزابيث بعدها الأخذ بنصائحه، وربطت وزارة جديدة روسيا بحلف فرنسي-نمساوي كان "نقضاً للأحلاف السابقة: وكان رحى حرب السنين السبع دائرة.

وقد رأينا في موضع سابق من هذا الكتاب-وما أبعد الشقة بيننا وبينه-كيف هزم القائد الروسي أبراكسين البروسيين في جروس بيجرزدورف (١٧٥٧)، ثم سحب جيشه إلى بولندة. وأقنع سفيرا فرنسا والنمسا اليزابث بأن بستورزيف كان قد أمر بتقهقر أبراكسين وأنه يتآمر لخلعهما. فأمر بالقبض على المستشار والقائد جميعاً (١٧٥٨). ومات أبراكسين في السجن، وأنكر بستورزيف التهمتين، وقد برأت ساحته المعلومات التي أنيط عنها اللثام فيما بعد. وأراد خصومه أن يعذبوه ليعترف، ولكن اليزابث كفتهم، وحل ميخائيل فورونستوف محل بستوزيف مستشاراً.

وفي غمار حفلات البلاط الراقصة، وموائد قماره ودسائسه وغيراته وأحقاده، كانت اليزابث تشجع معاونيها على دفع المدنية الروسية قدماً. ففتح محسوبها الشاب إيفان شوفالوف جامعة في موسكو، وأسس المدارس الابتدائية والثانوية، وأوفد الطلاب في بعثات للخارج للدراسات العليا في الطب، واستقدم المعماريين والمثالين والمصورين الفرسيين لأكاديمية الفنون ( Akademia Iskustv) التي أقامها في العاصمة (١٧٥٨). وقد تبادل الرسائل مع فولتير، وأغراه بتأليف "تاريخ الإمبراطورية الروسية في عهد بطرس الأكبر" (١٧٥٧). أما أخوه بيوتر شوفالوف فقد أعان الاقتصاد بإلغاء المكوس على التجارة الداخلية. على أن اليزابث سمحت أثناء ذلك للتعصب الديني بأن يزداد إرضاء لدعاة الجامعة السلافية، فأغلقت بعض المساجد في أقاليم التتار، ونفت ٣٥. ٠٠٠ يهودياً.

وكانت أكبر مآثرها انتصار جيوشها وقوادها المرة بعد المرة على فردريك