على الديانة التقليدية. وقد لاحظ مراقب فرنسي "ميلها السافر للشراب"(٢٨)، ولكن علينا أن نتذكر أن روسيا بلداً بارداً وأن الفودكا تدفئ شاربها. وقد رفضت أن تتزوج مخافة أن يبدد الزوج قوتها ويضاعف من أسباب الخلاف والخصومة. ويزعم البعض أنها تزوجت سراً الكسيس رازموفسكي، فإذا كان الأمر كذلك فإنه لم يكن سوى الأول بين أقران عديدين. وكان فيها غرور وخيلاء، وولع بالحلي والملابس المبهرجة، ولها خمسة عشر ألف ثوب، وأكوام من الجوارب، و٢٥٠٠ حذاء (٢٩)، وقد استعملت بعضها قذائف أثناء النقاش، وكان في استطاعتها أن توبخ خدمها وحاشيتها بلغة السوقة، وقد صدقت على بعض العقوبات القاسية، ولكنها كانت في سريرتها رحيمة الفؤاد (٣٠). ألغت عقوبة الإعدام إلا على جريمة الخيانة (١٧٤٤)، ولم تسمح بالتعذيب إلا في أخطر المحاكمات؛ أما عقوبة الجلد فقد بقيت نافذة، ولكن اليزابث كانت تشعر أنه لا بد من إيجاد وسيلة لتثبيط المجرمين الذين جعلوا الطرق العامة وشوارع المدن غير مأمونة في الليل، وقد جمعت في طبعها بين القلق والكسل، ووهبت ذكاءً فطرياً حاداً، وأعطت وطنها خير حكومة سمحت بها حالة التعليم والأخلاق والعادات والاقتصاد الروسي.
وبعد أن نفت أوسترمان ومونش إلى سيبيريا، أعادت مجلس الشيوخ إلى قيادة السلطة الإدارية، ووكلت الشئون الخارجية إلى ألكسي بتروفيش بستوزيف-ريومين. وقد وصفته كاترين الثانية بأنه "دساس كبير، سيئ الظن بالناس، حازم جريء في مبادئه، عدواً لا يعرف الصفح، ولكنه صديق صدوق لأصدقائه"(٣١). وكان مشغوفاً بالمال كما يشغف به عادة من يعرفون أن سمو المنصب قد يفضي إلى السقوط، وحين حاولت إنجلترة أن ترشوه قدرت أن نزاهته تكلف ١٠٠. ٠٠٠ كراون (٣٢). ولا علم لنا إن كانت الصفقة قد تمت، ولكن بستوزيف وقف بوجه عام في صف إنجلترة ولكن هذا كان رداً طبيعياً على تأييد فرنسا للسويد وتركيا ضد روسيا. وقد عرض فردريك الأكبر هو الآخر على بستوزيف ١٠٠. ٠٠٠ كراون إلى ألف بين روسيا وبروسيا، ولكن العرض رفض (٣٣). وبدلاً منه