والخلق. أنه ساعد الأنجليز على حكم أنفسهم. وإذا كان الفزع من نار جهنم والطقوس البيوريتانية قد أشاعت في البيت الكآبة والظلمة. فان حياة الأسرة عند عامة الناس قد أسبغ عليها نظام ونقاوة بقيتا بعد الانحلال الذي تميزت به صفوة المجتمع في عهد شارل الثاني.
وجملة القول أن النظام البيوريتاني ربما أحدث إصلاحا خلقيا جددته ودعمته حركة المنهجية في القرن الثامن عشر (الميثودية حركة إصلاح ديني قادها تشارلز وجون ويزلي في أكسفورد ١٧٩٢ لإحياء كنيسة إنجلترا) - وإليه يرجع أكبر الفضل في الأخلاقيات العالية نسبيا التي تتميز بها الأمة البريطانية اليوم.
[٦ - الكويكرز]
تألقت في الكريكرز كل فضائل البيوريتانيين، وهم فرع منهم، ولو أخفاها لبعض الوقت الخيال الجامح والتعصب الأعمى. وكانت خشية الله والخوف من الشيطان قويين جدا فبهم إلى حد يصيب أجسامهم برعدة. وقال واحد منهم هو روبرت باركلي ١٦٧٩.
أن قوة الله سوف تقتحم الاجتماع الشامل، ومن ثم سوف يكون هناك جهد باطني، حين يحاول كل فرد أن يقهر قوى الشر في النفوس، إلى حد أنه بأعمال هاتين القوتين المتعارضتين، وكأنهما تياران متضادان، بجهد الإنسان وكأنه في يوم المعركة، ومن هذا يكون اهتزاز الجسم وحركته في معظم الناس إن لم يكن كلهم وهي هزات وحركات، تنتهي بعد أن تسود قوة الحق، من الوخزات والأنات، بصوت رخيم من الشكر والحمد. ومن هنا أطلق اسم الكويكرز، أي المهتزين علينا، وكان هذا من باب اللوم والتأنيب والسخرية في بداية الأمر (٥٠).
وتفسير مؤسس الطائفة جورج فوكس يختلف اختلافاً يسيراً عن هذا