للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بروشزال فقد دمرت برمتها. وفي ميونخ بنى يوزف افنر قصر برييزنج وفي تريير بنى يوهان زايتس لرئيس الأساقفة الحاكم "قصر الناخب"- وهو نموذج للجمال الوديع. وأما الأسقف ناخب مينز، فقد بنى له مكسمليان فون فيلش ويوهان دينتسينهوفر بقرب بومر زفيلدن قلعة كبرى ثانية، تدعى قلعة فيسنشتين، أقام فيها يوهان لوكاس فون هيلدبرانت بيت سلم مزدوجاً يستطيع كبار القوم أن يصعدوا ويهبطوا عليه دون أن يصدم بعضهم بعضاً.

وتوج فردريك الأكبر المعمار الألماني العلماني في القرن الثامن عشر بتكليفه جيورج فون كنوبلز دورف وآخرين بأن يبنوا في بوستدام (خارج برلين بستة عشر ميلا)، وفق تصميم صنعه الملك نفسه، ثلاثة قصور كانت في مجموعها ضريباً لفرساي: قصر الدولة "شتاتشلوس"، (١٧٤٥ - ٥١)، والقصر الجديد "نويئس" (١٧٥٥)، ومنتج فردريك الصيفي، لذي سماه شلوس"قلعة سانسوسي". فكان طريق مشجر من درج هين، يبدأ من نهر هافل، يفضى بعد خمس مراحل تخترق بستاناً مدرجاً إلى هذه "القلعة الخلية البال" التي اتخذت نوافذها ذات الأعمدة وقبتها الوسطى بعض وحيها من قصر تسفنجر بدرسدن. واحتوى جناح من أجنحتها على قاعة للفنون، وتحت القبة دائرة من الأعمدة الكورنثية الجميلة، مكتبة زينت بزخارف ملولبة روكوكية، وتألقت بالكتب التي احتوتها خزانات زجاجية، وأتاحت للملك ملاذاً من السياسة والقواد الحربيين. وفي سانسوسي على الأخص كان فولتير يلتقي بقرينه في الملك الفيلسوف الذي استطاع أن يحكم دولة، ويتحدى الكنيسة، ويصمم بناء، ويرسم لوحة شخصية، وينظم شعرا لا بأس به، ويكتب تاريخا ممتازا، وينتصر في حرب على نصف أوربا، ويلحن موسيقى، ويقود أوركسترا، ويعزف على الفلوت.

[٤ - الموسيقى الألمانية]

احتلت الموسيقى الألمانية مكان الصدارة من مولد هاندل وباخ في ١٦٨٥ حتى موت برامز ١٨٩٧. ففي أي وقت من هذه السنين التي بلغت ٢١٢