تحولاً أساسيا حتى إنه عندما استعاد فرديناند الرابع عرشه في سنة ١٨١٥ قبل تقريبا كل الإصلاحات التي قام بها الفرنسيون. وكان أعز هذه الإنجازات إلى قلب جوشيم هو الجيش ذا الستين ألف مقاتل الذي نظمه ودربه، وكان يأمل أن يستطيع به توحيد إيطاليا ليكون هو أول مليك لإيطاليا الموحدة، لكنه استيقظ من هذا الحلم ونزع من شمس إيطاليا باستدعاء أخي زوجته سنة ١٨١٢ لينضم إليه في غزو روسيا.
[٤ - إمبراطور وبابا]
شعر نابليون أنه خطا خطوات أساسية في تحويل إيطاليا من مجرد تعبير جغرافي إلى أمة، وذلك بتنظيمه الجمهورية السيزالبية Cisalpine Republic (جمهورية جنوب الألب) في الشمال، ومملكة نابلي في الجنوب، لكن النمساويين كانوا قد استطاعوا - في أثناء غياب نابليون في مصر - وضع نهاية لجمهورية روما التي أسسها الفرنسيون قبل ذلك بعام واحد فقط، واستعادت الباباوية عاصمتها التاريخية (روما) ومعظم الولايات الباباوية، وفي ١٣ مارس ١٨٠٠ عقد الكرادلة اجتماعا لانتخاب بابا جديد، فوقع الاختيار على بيوس السابع الذي كان كل الكاثوليك تقريبا يتطلعون إليه ليدافع عن ممتلكات الكنيسة وعن السلطة الزمنية للباباوات.
ووجد نابليون أن بيوس السابع معقول بما فيه الكفاية عند التفاوض لعقد اتفاقات (كونكوردات) مع الحكومة الفرنسية سواء جرت هذه المفاوضات في باريس أو روما، كما وجده معقولاً في مباركته للصلاحيات الإمبراطورية، لكن هذه الولايات الباباوية (رغم أنها لم تكن منحة من قسطنطين كما جرى الادعاء في وقت من الأوقات) قد قدمها بيبن القصير Pepin the Short للبابا ستيفن الثاني Stephen في سنة ٧٥٤ م. وقد أكد شارلمان في سنة ٧٧٤ م منحة بيبن Pepin هذه، وإن كان قد تدخل في شؤون الحكم في الولايات الباباوية واعتبر نفسه رأس العالم المسيحي لا بد أن يصغي البابا إليه حتى في أمور اللاهوت.
وقد طور نابليون أفكاراً مشابهة لأفكار شارلمان. لقد كان نابليون قد عقد