أن سلوك جونسن بعد مجيئه إلى لندن، ومعاشرته لسفدج وغيره، لم يكن فيهما شديد الالتزام بالفضيلة، في إحدى النواحي، كما كان هو أصغر سناً. وقد عرف عنه أن ميوله الغرامية كانت قوية عاتية إلى حد غير عادي. واعترف لكثير من أصدقائه أنه اعتاد أن يأخذ نساء المدينة إلى الحانات، ويستمع إليهن وهن يروين سيرتهن. وباختصار يجب ألا نخفي أن جونسن، كغيره من الرجال الطيبين الأتقياء الكثيرين (أكان بوزويل ذاكراً بنفسه وهو يقول هذا؟) … لم يكن خلواً من النوازع التي كانت على الدوام "تشن حرباً على ناموس عقله"-وأنه في معاركه معها كان يهزم أحياناً" (١٦).
وقد رحل سفدج عن لندن في يوليو ١٧٣٩ ومات في سجن للمدنيين عام ١٧٤٣. وبعد ذلك بعام أصدر جونسن "سيرة رتشارد سفدج"، وهو كتاب وصفه فيلدنج بأنه "قطعة من الأدب لا تقل أنصافاً وإجادة عن أي قطعة قرأتها من نوعها" (١٧). وكانت هذه السيرة إرهاصاً بكتاب جونسن "سير الشعراء" (وقد ضمنت فيه). ونشرت السيرة غفلاً من اسم الكاتب، ولكن سرعان ما اكتشف أدباء لندن أن جونسن كاتبها. وبدأ الكتابيون يرون فيه الرجل المؤهل لتصنيف قاموس للغة الإنجليزية.
[٢ - القاموس]
١٧٤٦ - ١٧٥٥
كتب هيوم قبل ذلك في ١٧٤١ يقول "إنا لا نملك قاموساً للغتنا، ولا نكاد نملك أجرومية متوسطة الجودة" (١٨). وكان في هذا مخطئاً، لأن نثانائيل بيلي كان قد أصدر في ١٧٢١ "قاموساً إنجليزياً ايتمولوجياً جامعاً"، وكان لهذا القاموس أسلاف قريبة الشبه بالمعاجم. ويبدو أن اقتراح تصنيف قاموس جديد جاء من روبرت ددسلي في حضور جونسن، الذي قال أعتقد أنني لن أضطلع به"(١٩). ولكن حين انضم كتابيون آخرون إلى ددسلي وعرضوا ١. ٥٧٥ جنيهاً على جونسن أن التزم المهمة، وقع العقد في ١٨ يونيو ١٧٤٦.
وبعد إطالة الفكر وضع في أربع وثلاثين صحيفة "خطة لقاموس للغة