للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الرابع

[أربينو وكستجليونى]

على بعد عشرين ميلاً من البحر الأدرياوى إلى داخل البلاد، وفي منتصف المسافة بين لورينو وريمنى، تقوم إمارة أربينو الصغيرة التي لا تزيد مساحتها على أربعين ميلاً مربعاً، مختفية على شاهق فوق نتوء منظري من جبال الأبنين Apenine. وكانت هذه البلدة في القرن الخامس عشر من أعظم مراكز الحضارة على سطح الأرض. وكانت أسرة المنتيفلترى Montrfrltri، التي جمعت ثروتها من مغامرات أفرادها في الحروب إلى جانب من يستأجرونهم هم وعصابتهم، ثم أنفقتها بحكمة حداً لا يقل عن شناعة الطرق التي جمعت بها، نقول كانت هذه الأسرة قد امتلكت هذا الإقليم المخطوط قبل مائتي عام من ذلك الوقت.

وحكم فيدريجو منتيفلترو أربينو حكماً عجيباً فذاً دام ثمانية وثلاثين عاماً (١٤٤٤ - ١٤٨٢)، امتاز بالمهارة والعدالة إلى حد يفوق ما امتاز به منهما لورندسو العظيم. وقد بدأ حياته بهذا العمل الحكيم وهو أن تتلمذ على فتورينو دا فلترى Vittorino da Feltre، وكانت حياته أعظم مفخرة نالها هذا المعلم النبيل. وكان وهو يحكم أربينو يؤجر نفسه ليقود جيوش نابلى، وميلان، وفلورنس، والكنيسة. ولم يخسر في حياته معركة واحدة، أو يسمح بأن تمس الحرب أرض بلاده. وقد يؤخذ عليه أنه استولى على بلدة مت بتزوير رسالة من الرسائل، وأنه نهب فلتيرا Volterra نهباً منظماً أسرف فيه كل الإسراف، ولكنه اشتهر مع ذلك بأنه كان أرحم قواد زمانه. وكان في الحياة المدنية عظيم الشرف والوفاء؛ كسب من المال بمغامراته الحربية ما يكفي لإدارة دولته دون أن يرهق رعاياه بالضرائب