لا عاملاً للبرلمان فضلاً على أن يكون عاملاً للشعب؛ ويبدو أنه كان مخلصاً في اعتقاده أن للملك الحق التشريعي في اختيار وزرائه وتوجيه السياسة. وبفضل نورث ولباقته في سياسة مجلس العموم-وبفضل استخدام الأموال التي أقرها البرلمان-حكم جورج الثالث إنجلترا طوال عقد من ذلك القرن، وعن طريق عملاء نورث اشترى المقاعد والأصوات، وباع المعاشات والمناصب، وأعان الصحفيين بالمال، وحاول أن يقيد الصحافة بالأغلال. وأنه لمحط لشجاعته وعناده أن تتطلب هزيمته تكتل جهود جون ولكس، و "جونيوس"، وبيرك، وفوكس، وشريدان، وفرانكلن، وواشنطن ضده ليقهروه.
[٤ - البرلمان ضد الشعب]
نقرً في يومية جبون بتاريخ ٢٣ سبتمبر ١٧٦٢:"تناول الكولونيل ولكس الغداء معنا … وندر أن التقيت في حياتي برفيق خير منه. فقد أوتي حيوية لا ينضب معينها وذكاء وروح فكاهة لا حد لهما، وقدراً وافراً من المعرفة، ولكنه كان ممعناً في الخلاعة والمجون مبدأ وممارسة على حد سواء: فخلقه معيب، وحياته تلوثها كل الموبقات، وحديثه طافح بالتجديف والبذاءة ثم هو فخور معتز بهذه الأخلاق-لأن الخجل ضعف تغلب عليه منذ أمد بعيد. وقد أخبرنا هو نفسه أنه مصمم في فترة الانشقاق العام أن يصبح ثرياً"(٦٩).
هذا رأي محافظ كان يقترع في صف الحكومة طوال الأعوام الثمانية التي كان فيها عضواً في مجلس العموم، ولم يستطع أن يتعاطف بسهولة مع عدو سافر للبرلمان والملك، فياض بالحيوية … على أن ولكس لو سئل لسلم بمعظم هذه التهم. ذلك أنه كان قد نبذ أخلاقيات المسيحية كما نبذ لاهوتها، واستمتع بالجهر بمذهبه في اللذة أمام نواب يشاركونه أخلاقه ولكنهم يفزعون من صراحته.