ترى ما هي الظروف التي جعلت إنجلترا تستجيب لنداء الإصلاح الديني في خلال القرن الرابع عشر؟ أكبر الظن أن أخلاق رجال الدين لم يكن لها إلا دور ثانوي في هذه المسرحية. فقد رضي كبارهم وقتئذ بحياة العزوبة، نعم أننا نسمع أن أسقفاً يدعى بيرنل كان له خمسة أبناء ذكور، ولكن حالته كانت في أغلب الظن حالة شاذة. ويتفق ويكلف ولايخلاند، وجوور، وتشوسر فيما لاحظوه من ميل بعض الرهبان والإخوان إلى الطعام الشهي والنساء الفاسدات، ولكن البريطانيين ما كانوا ليستولي عليهم الغيظ وينتشر بين أمتهم بسبب خروج هؤلاء على هذا الصراط الذي كان الزمن قد مهده لهم من قبل، بسبب الراهبات اللائى كن يأتين إلى الصلاة وفي أيديهن مقاود كلابهن وعلى أذرعهن طيورهن المدللة، أو بسبب الرهبان الذين كانوا يسرعون في صلواتهم المتقطعة غير المتماسكة (وقد خص الإنجليز الفكهون الشيطان بمعاون خاص يجمع له جميع المقاطع التي "تتساقط من أفواه القابضين، والقافزين، والمسرعين، والمتمتمين والسابقين في الوثب والجري" وهم يقومون بصلواتهم المرخمة، ثم كان الشيطان يختص هؤلاء الآثمين بعام في الجحيم جزاء لهم على هذه المقاطع التي يغفلونها أو يطئونها بأقدامهم).
أما الذي كان يقض مضاجع غير رجال الدين ويفت في عضدهم هم ورجال الحكم على السواء فهو الزيادة المطردة في ثروة الكنيسة الإنجليزية وتداولها بين أيدي رجال الدين. نعم إن رجال الدين كانوا يسهمون بأداء