في السابع عشر من نوفمبر ١٥٥٨، ركض أحد الرسل إلى فناء القصر الملكي في هاتفيلد-على مسافة ٣٦ ميلاً إلى الشمال من لندن- وأعلن إلى اليزابيث تيودور أنها أصبحت ملكة على إنجلترا. أن أختها غير الشقيقة، الملكة ماري ذات السمعة التي يرثى لها، قد وافاها الأجل المحتوم في غسق الصباح في ذاك اليوم. وفي لندن عندما تلقى البرلمان هذا النبأ هتف:"حفظ الله الملكة اليزابيث! فليطل أمد حكمها علينا! "-ولم يكن يدور بخلده أو يحلم بأن حكمها سوف يمتد إلى خمسة وأربعين عاماً. وعلى الرغم من أن الكنائس كانت توجس خيفة فأن صليل نواقيسها هز أجواز الفضاء. ومد الناس في إنجلترا موائد الأفراح في الشوارع، كما فعلوا من أجل ماري من قبل، وصبغوا السماء في ذلك المساء بأضواء المشاعل التي تشف عن الأمل الخالد.
وفي اليوم السبت التاسع عشر من نوفمبر، احتشد كبار اللوردات والسيدات وأعضاء مجلس العموم من جميع أنحاء المملكة في قصر هاتفيلد، ليقسموا يمين الولاء للملكة، ويتلمسوا في هذه المناسبة غنماً، وفي اليوم العشرين خطبت فيهم اليزابيث في أسلوب ملكي حقاً، قائلة.
أيها اللوردات: أن قوانين الطبيعة لتثير في نفسي لواعج الأسى والحزن على أختي، وإن العبء الذي ألقى على كاهلي ليذهلني، ولكني بوصفي من عباد الله، يتعين