حزقيال - إشعيا الثاني - تحرير اليهود - الهيكل الثاني
كان أهم أثر للأنبياء في معاصريهم هو كتابة التوراة. وكان سبب كتابتها أن الشعب شرع يرتد عن عبادة يهوه إلى عبادة الآلهة الأجنبية، فأخذ الكهنة يتساءلون ألم يَأْنِ لهم أن يقفوا وقفة قوية يمنعون بها تدهور العقيدة القومية. ورأوا الأنبياء يعزون إلى يهوه ما يجيش في صدورهم من عواطف يؤمنون بها ويعتقدونها، فاعتزموا أن يبلغوا الناس رسالة من الله نفسه في صورة سنن إلهية تبعث النشاط والقوة في حياة الأمة الخلقية، ويضمنون بها معونة الأنبياء، وذلك بما تتضمنه من آرائهم القليلة التطرف. وسرعان ما ضموا إلى جانبهم الملك يوشيا. فلما كانت السنة الثامنة عشرة أو نحوها من حكمه أبلغ الكاهن حلقيا الملك أنه "وجد" في سجلات الهيكل ملفاً عجيباً قضى فيه موسى نفسه في جميع المشكلات التاريخية والخلقية التي كانت مثار الجدل العنيف بين الأنبياء والكهنة. وكان لهذا الكشف أثر عظيم في نفوس القوم، فدعا يوشيا كبارهم إلى الهيكل وتلا عليهم فيه "سفر الشريعة" في حضرة آلاف من الشعب (حسبما تقول الرواية)، ثم أقسم ليطيعن من ذلك الوقت ما جاء في ذلك السفر "وأوقف كل الموجودين في أورشليم وبنيامين فعمل سكان أورشليم حسب عهد الله"(١١٥).
ولسنا نعلم علم اليقين ماذا كان "سفر الشريعة" هذا. فقد يكون سفر الخروج من الأصحاح العشرين إلى الثالث والعشرين، وقد يكون سفر تثنية الاشتراع (١١٦). وليس ثمة ما يضطرنا إلى أن نفترض أنه قد وضع في تلك