يا إلهي، رغباتي المتواضعة التي يمليها على طموحي المعقول.
وهو كل ما أجرؤ على القول بأنه السعادة على الأرض،
التي لا أضع فيها قاعدة ولا حدا لنعمتك وعنايتك. وأمتني
كما تشاء حكمتك فان مشيئتك سوف تنفذ ولو في قضاء
على (٤٥).
[٥ - الشعر في أيام شارل]
وظهرت في نفس الحقبة طائفة من الشعراء الثانويين الأقل شأناً-الذين حظي كل منها بأعظم الحب لدى هذا أو ذاك من الناس- والذين أمتعوا الناس، وملئوا وقت فراغهم بقوافي الغزل وقصائد التقوى الرخيمة. وحيث أن الملك كان يميل إليهم ويرضى عنهم لأنهم كانوا أبواقاً له ولسان حاله في كل التقلبات، فان التاريخ يعرفهم باسم "الشعراء الفرسان". وكان روبرت هرك Herrick يدرب قلمه عند بن جونسون، وظن لبعض الوقت أن قدحاً من النبيذ يمكن أن ينظم مجلداً من القصائد، وكان يحتسي الخمر لعدة ساعات دون انقطاع، من أجل باخوس (إله الخمر والعربدة عند اليونان والرومان)، ثم درس ليهيئ نفسه للانخراط في سلك رجال الدين، وتلقى درساً في العشق والغرام، وقطع على نفسه عهداً أن يؤثر الخليلات على الزوجات (٤٦). وأشار على العذارى "بجمع براعم الورد" عند تفتحها. أما عشيقته كورنا Corinna فانه يستحثها بقوة:
انهضي، انهضي، يا للعار إن الصبح المتفتح يمثل بأجنحته
قدرة الله كاملة. انظري كيف أن الفجر ينبثق في الجو عن
خيوط الضوء الجديد الجميل. انهضي أيتها الغادة النؤوم
وانظري كيف ترين قطرات الندى العشب والشجر .... تعالي،
ولنذهب ونحن في ريعان شبابنا لنسرح ونمرح في اللهو البريء