كان عدد سكان إنجلترا وويلز في عام ١٣٠٧ يقدر تقديراً غير موثوق به بثلاثة ملايين من الأهلين، أي أنه قد ارتفع ارتفاعاً بطيئاً من ٢. ٥٠٠. ٠٠٠ وهو ما كان يطن أنه عدد السكان سنة ١٠٦٦ وهذان الرقمان يوحيان بأنه قد حدث تقدم بطئ أيضاً في الفنون الزراعية والصناعية-وتحديد قوي لعدد السكان بسبب القحط، والمرض والحروب-في جزيرة زراعية ضيقة الرقعة، لا ينتظر منها بمواردها الخاصة أن تعول عدداً كبيراً من الأهلين. وأكبر الظن أن ثلاث أرباع السكان كانوا من الزراع، وأن نصف هؤلاء السكان كانوا من أرقاء الأرض، وكانت إنجلترا من هذه الناحية متأخرة عن فرنسا بقرن من الزمان.
وكانت الفروق بين الطبقات أشد منها في أرض القارة الأوربية وبدا أن الحياة كانت ترتكز على نقطتين الأعيان الطيبين الراحمين أو المتغطرسين من جهة، والخدمات يؤديها الزراع يغلي في صدورهم الغضب أو يحدوهم الرجاء من جهة أخرى. وكان الأعيان سادة كل ما هو لهم والكثير مما يتجاوزوه، إذا استثنينا من ذلك ما عليهم للملك من واجبات محددة وكان لأدواق لانكستر، ونورفوك، وبكنجهام ضياع تنافي ضياع التاج، ولم يكن آل نيفيل وبيرسي قد فقدوا من ثروتهم إلا القليل الذي لا يكاد يذكر، وكان السيد الإقطاعي يحتم على الفرسان الذين يدينون له بالولاء وعلى أتباع هؤلاء أن يخدموه ويدافعون عنه، ويلبسوا ثياب زينته الخاصة. غير أنه كان في وسع الإنسان أن يرقى من طبقة إلى طبقة، وكان في مقدور