لقد حررت سياسة نيرفا وتراجان عقل رومة المكبوت، وبعثت في أدب عهديهما روح التمرد الشديد على الطغيان الذي ولى ولكنه قد يعود إلى سابق عهده. ولقد عبر بلني في تقريظه عن هذا الشعور بترحيبه بأول الأباطرة الثلاثة حين جلس على العرش؛ وقلما كان جوفنال يتغنى بشيء آخر غير مديحهم، ولم يكن لتاستس أنبه المؤرخين من عمل إلا التنديد بالأيام الخوالي، والتشنيع بقلمه على ذلك القرن من الزمان.
ولسنا نعرف متى ولد تاستس أو أين ولد، بل إننا لا نعرف إسمه الأول؛ وأكبر الظن إنه كان إبن كورنليس تاستس الذي وكل إليه الإشراف على إيرادات الإمبراطورية، في غالة البلجيكية. وبفضل ما ناله هذا الرجل من الرقي في المناصب الحكومية، ارتفعت الأسرة من طبقة الفرسان إلى طبقة الأرستقراطية الجديدة. وأول حقيقة مؤكدة عن هذا المؤرخ هي قوله:"اتفق أجركولا في عام قنصليته (٧٨) … على أن يزوجني ابنته، التي كانت بلا ريب تتطلع إلى صلة أرقى من هذه"(٢) وكان قد