الصيحة التي احتشد حولها الشباب المتحمس الذين تطلعوا إلى الملكية بوصفهم "أصدقاء الملك" لتطهر حكومة إنجلترا. وقد شكل الفلسفة السياسية لصموئيل جونسن وبت الأب والابن. وأوحى بالمحافظة اللبرالية التي دان بها بنيامين دزرايلي، الذي أشاد كتابه "دفاع عن الدستور الإنجليزي"(١٨٣٥) ببولنبروك أباً للديمقراطية المحافظة، والرجل الذي أرسي بإعادة تنظيمه العقل العام تنظيماً كاملاً الأساس لعودة المحافظين على الحكم (٤٤)". لقد كان تأثير بولنبروك ودزرايلي هو الذي صب من جديد حزب التورى المهزوم ليخرج منه حزب "المحافظين" التقدمي في إنجلترا اليوم.
[٥ - كيف تنزلق الدول إلى الحرب]
وخلال ذلك تعاونت دعاية بولنبروك مع تلك الروح المقاتلة، التي اتسم بها برلمان تسلط المال على تفكيره، على إنهاء حكم ولبول الطويل وكان الوزير الحذر، الذي أقم سلطته على صون السلام، ينفر من التورط في خصومات مع الدول الأجنبية، فاتفق مع الكردينال فلوري-الذي كان يحكم فرنسا وفق مبادئ مماثلة-على الاحتفاظ أطول ما يستطاع بالسلام الذي أرسته معاهدة أوترخت، وترك فيما عدا ذلك إدارة العلاقات الخارجية لأخيه الكفء أوراتيو. ولكن احتفاظ إنجلترا بجبل طارق، وتنافس إنجلترا وأسبانيا على السيطرة على أمريكا والبحار، ولدا عنفاً أشد بمضي الزمن. وكان جورج الأول ووزيره ستانهوب قد أكدا لفليب الخامس ملك أسبانيا في يناير ويونيو ١٧٢١ أن إنجلترا ستتخلى عن جبل طارق حالما تسمح بذلك مالية بريطانيا ويرتضيه مزاج البرلمان. ولكن الشعب البريطاني أبى أن يرتضي هذا الاستسلام (٤٥). فلنتابع الآن الرواية الإنجليزية في كيفية انزلاق إنجلترا إلى الحرب، فهي تبين غلو الجماهير في وطنيتهم ونزاهة المؤرخين البريطانيين (٤٦).
تقول الرواية أن شركة بحر الجنوب "استغلت استغلالاً فاضحاً" ذلك الامتياز الذي منحته أسبانيا لإنجلترة، وهو السماح لها بإرسال سفينة تجارية واحدة في السنة إلى الممتلكات الأسبانية في الدنيا