اشتجر النزاع بينها وبين الكونتيسة دي شاتوبريان قد أحضرت معها وصيفة شرف جميلة شقراء الشعر، تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً هي آن دي هيلي دي بسسليو التي أصابت بسهامها، كما كان مقدراً، عيني الملك الجائعتين، فتودد إليها في اندفاع، وسرعان ما ظفر بها حظية له. وشاركت الحظية الجديدة منذ تلك اللحظة إلى أن فرقهما الممات لويز ومرجريت قلب الملك. وتحملت في صبر زواجه بإليونورا وعلاقاته غير الشرعية العارضة. ومنحها لإنقاذ المظاهر زوجاً هو جين دي بروس، وأنعم عليه بلقب دوق كما أنعم عليها بلقب دوقة ديتامب، وابتسم في إعتزاز عندما انسحب جين إلى ضيعة نائية في بريتاني.
[٦ - الحرب والسلام]
١٥٢٦ - ١٥٤٧
عندما عرفت شروط معاهدة مدريد بصفة عامة أثارت تقريباً عداء عالمياً لشارل، فقد ارتجف البوتستانت الألمان عندما توقعوا مواجهة عدو عزز قواه إلى هذا الحد. واستاءت إيطاليا من ادعائه الحق في السيادة على لومباردي، وأحل كليمنت السابع فرانسيس من قسمه الذي كان قد ارتبط به فرانسيس في مدريد، وانضم إلى فرنسا وميلان وجنوا وفلونا والبندقية في تكوين حلف كونياك للدفاع المشترك (٢٢ مايو سنة ١٥٢٦)، ووصف شارل، فرانسيس بأنه "ليس بالسيد المهذب"، وأمره أن يعود إلى سجنه الإسباني، وأصدر أوامره بتشديد اعتقال ابني الملك، وأطلق العنان لقواده لتأديب البابا.
وتدفق جيش إمبراطوري، احتشد في ألمانيا وأسبانيا، إلى إيطاليا وتسلق بالسلالم أسوار روما (مات الدوق بوربون في العملية)، ونهب المدينة نهباً كاملاً أكثر مما فعل بها القوط أو الوندال من قبل، وقتل ٤. ٠٠٠ روماني وسجن كليمنت في سان أنجيلو. وأكد الإمبراطور، الذي كان قد بقي في