للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البابا يوحنا الثاني والعشرين ثم تخلص من المحرقة بالموت في الوقت المناسب (١٣٢٧).

وانتشر تأثيره على يد تلميذين دومينكيين عرفا كيف يحتفظان بمذهبه وفي وحدة الوجود في نطاق أمين. فقد عذب هانيريخ سوسو نفسه، ست عشرة سنة، في زهادة صارمة، وحفر اسم المسيح في لحمه على قلبه؛ وزعم أنه تلقى في فمه دماً من جراح المسيح، وألف كتيبه في "الحكمة الخالدة" باللغة الألمانية. لأن الله كما قال، أوحاه إليه بهذه اللغة. أما جوهانزتولر فقد وصف ديكهارت بأنه "أستاذه الأقدس" ودعا في ستراسبورج وبازل إلى مذهب الاتحاد الصوفي بالله. ونسب لوثر إليه كتاباً عنوانه علم اللاهوت الألماني، وكان تأثير هذا الكتاب، في عميقاً، ببساطة معتقده: الله، المسيح، الخلود.

ونظرت الكنيسة بشيء من الاهتمام إلى المتصوفة الذين تجاهلوا أغلب تعاليمها، وأهملوا شعائرها وزعموا الوصول إلى الله بلا استعانة من القصص أو الأسرار المقدسة. وهنا نجد مبادئ الإصلاح الديني بحكم الفرد على نفسه، وكل إنسان في ذاته قسيس، وليس التبرير في الأعمال الطيبة ولكنه في العقيدة السامية. وفي رأي الكنيسة أن الإيحاءات الخارقة قد تأتي من الشياطين والمجاذيب كما تأتي من الله والقديسين، وأن الأمر يحتاج إلى إرشاد صارم يحفظ الدين من التحلل إلى الفوضى تتألف من ديانات وعلوم دين فردية. ولا يزال هذا الخلاف في الرأي يقسم المخلصين.

[٥ - الفنون]

طال مكث الطراز القوطي في ألمانيا، بعد أن أخلى مكانه، في إيطاليا وفرنسا، لمؤثرات عصر النهضة الكلاسية بأمد طويل. وهو الآن يتوج المدن المزدهرة في أوربا الوسطى بكنائس، لم تبلغ في جلالها المهيب ما بلغته المزارات العظيمة في فرنسا، وهي مع ذلك ترفع الروح بجمالها الهادئ