للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني والعشرون

الشُّعراء الثوريّون من ١٧٨٨ إلى ١٨٢٤ م

١ - قافلة فقدت بريقها: ١٠٦٦ - ١٨٠٩ م

كي نفهم بايرون لابد أن نُعرّف ببعض التفاصيل تاريخ أجداده وطبيعتهم الذين تجري دماؤهم - كالحمّى المتقطعة - في عروقه. إن بعضاً من هذه الدماء - كاسمه - قد تعود إلى فرنسا، فالتاريخ يذكر لنا عديداً من آل بيرون Birons في فرنسا، وقد ذكر بايرون نفسه متفاخراً في (دون جوان) (النشيد ١٠ / البيت ٦٣) أحد جدوده - ردولفس دي بورو Radulfus de Burun الذي قدم إلى إنجلترا في ركاب وليم الفاتح. وفي القرن الثاني عشر أصبح آل بورو Buruns هم آل بايرون Byron (أي تغير نطق الاسم ليتماشى مع طبيعة اللغة الإنجليزية أو الأسماء الإنجليزية)،

وعمل السير جون بايرون في خدمة هنري الثامن بإخلاص حتى أن الملك عندما حل الأديرة نقل إليه نظير مبلغ ضئيل ملكية دير (أسس في نحو ١١٧٠) والأراضي التابعة له، ودير راهبات نيوستيد Newstede .. في زمام نوتنجهام Nottingham ولعب آل بايرون بعد ذلك أدوارا صغرى في التاريخ الإنجليزي وأيدوا أسرة ستيوارت المالكة وتبعوا تشارلز الثاني في المنفى وصادرت الحكومة منهم مبنى دير نيوستيد، واستعادوه بعد عودة الملك للعرش وخدم وليم عم والد الشاعر- لورد بايرون الخامس (١٧٢٢ - ١٧٩٨) في البحرية، وكان وسيما طائشا وأطلق عليه اسم اللورد الشقي أو اللورد الشرير إذ عاش حياة الخلاعة في مبنى الدير السابق ذكره وأتلف كثيرا من ثروته وقتل قريبه وليم شورث Chaworth في مبارزه مرتجلة (لم يُعد لها) في غرفة مظلمة بأحد الفنادق، فتم إرساله إلى القلعة بتهمة القتل وحاكمه مجلس اللوردات (١٧٦٥) الذي قرر أنه ليس مذنبا كقاتل عمدا وإنما هو مذنب بالقتل غير العمد فعاد إلى مبنى الدير وعاش في عزلة كئيبة حتى وافته منيته.