وقد أصبح أخوه جون بايرون (١٧٢٣ - ١٧٨٦) ضابط صف بحري وتعرض لجنوح سفينته ونشر سرداً قصصيا عن جنوح السفينة استقى منه حفيده مشاهد حية في (دون جوان). وقد دار جون - كقبطان للسفينة دولفين - حول الكرة الأرضية. وأخيرا عاد لموطنه في غرب إنجلترا وعرف باسم (الملاح العاشق) لأنه كان يحتفظ بزوجة أو خليلة في كل ميناء.
وكان ابنه الأكبر الكابتن جون بايرون (١٧٥٦ - ١٧٩١) وهو والد شاعرنا الذي نتناوله الآن. قد مارس كثيرا من الأعمال الشريرة في سنوات عمره البالغة خمسا وثلاثين سنة حتى عُرف بجاك المجنون. وبعد أن خدم في المستعمرات الأمريكية قضى بعض الوقت في لندن وجعل خليلاته يدفعن ديونه. وفي سنة ١٧٧٨ فرَّ مع مركيزة كارمارثن Carmarthen فطلقها زوجها المركيز، وتزوجها القبطان بايرون ونعم بثروتها وأنجبت له ثلاثة أبناء كان منهم أوجستا لاي Augusta Leigh الأخت غير الشقيقة لشاعرنا، وأحيانا خليلته.
وفي سنة ١٧٨٤ ماتت لادي كارمارثن. وبعد ذلك بعام تزوج الأرمل الأنيق من فتاة اسكتلندية في العشرين من عمرها ولها دخل يبلغ ٢٣،٠٠٠ جنيه إسترليني - إنها كاترين جوردون الجيتية Catherine Gordon of Gight، وكانت متكبرة جدا وتعود شجرة نسبها إلى ملك اسكتلندا جيمس الأول. وعندما حملت بشاعرنا أورثته التميز والقلق: فرنسي الأصل، عاصف الشخصية أو بتعبير آخر ذو طبيعة عاصفة ميال للنهب والقتل والعداوة، وكانت الأم نفسها مزيجا من الحب العنيف والكراهية. لقد أنفقت على زوجها الذي بدد ثروتها ثم هجرها ثم على ابنها الوحيد الذي غمرته بعواطفها فأصبح لفرط الدلال كالطفل الكسيح. قال شيلد هارولد Childe Harold (أي بايرون): "لا بُد أن يعرف المرء الثمرة التي تثمرها شجرة هذه بذورها".
ولد جورج جوردون بايرون في لندن في ٢٢ يناير ١٧٨٨، ولحق بقدمه اليمنى تشوّه عند الولادة بسبب ليّة للداخل مع رفع الكعب لأعلى، وكان يمكن معالجة هذا الخلل بتدليك يدوي يوميا لكن الأم لم يكن لديها صبر ولا طاقة على هذا بالإضافة إلى أن هذا قد يبدو للطفل قسوة مقصودة كما أن الأطباء لم يكونوا ميالين لنصيحتها لهذا العمل العلاجي وفي سن الثامنة، تحسنت القدم المصابة كثيرا حتى أصبح الصبي يستطيع لبس الحذاء المعتاد