والأخضر والذهبي. وفي "عذراء وردة التكعبية وعذراء البنفسج"، صورت الأمهات الشواب المثاليات الألمانيات، ذوات الجمال الرقيق الرصين. بكل ما في إن القرون الوسطى من حِرْفية، تتجه بوضوح إلى التجديد. فقد كانت ألمانيا على أعظم عصورها.
[٦ - جوتنبرج]
ما الذي وضع نهاية للعصور الوسطى؟ أسباب كثيرة أخذت تعمل حلال ثلاثة قرون: فشل الحروب الصليبية، وزيادة معرفة أوربا الناهضة بالإسلام، والاستيلاء على القسطنطينية، وبعث الثقافة الكلاسية الوثنية، وانتشار التجارة بفضل رحلات أسطول هنري الملاح وكلولمبس وفاسكو دا جاما، ونشأة الطبقة التجارية التي مولت مركزية الحكومة الملكية، وتقدم الدولة القومية، متحدية سلطة الباباوات التي تعلو على القومية، وثورة لوثر الموفقة في وجه البابوية، والطباعة.
ولقد كان التعليم كله تقريباً، قبل جوتنبرج، في يد الكنيسة … وكانت الكتب باهظة الثمن، والنسخ مجهداّ وغير معتنى به أحياناً. واستطاع قليل من الكتاب الاتصال بجمهور كبير ولكن بعد وفاتهم، وكان عليهم أن يكسبوا عيشهم من التعليم، أو الانخراط بفرقة من فرق الرهبان، أو بمعاش يجريه الأغنياء أو صدقات يحصلون عليها من الكنيسة. ويدفع ناشرو كتبهم، النزر اليسير لهم، أولاً يدفعون لهم شيئاً على الإطلاق، بل إذا وجد ناشر يدفع لهم، فإن حق الطبع لم يكن مكفولاً لهم، إلا بمنحة بابوية بين حين وآخر. وكانت المكتبات كثيرة، وأن تكن صغيرة، وكانت الأديرة والكاتدرائيات والكليات وبعض المدن مجموعات متواضعة قلما تزيد على ثلثمائة مجلد، وحفظت الكتب عادة داخل الجدران، وربط بعضها بالسلاسل في المقارئ أو الأدراج. وكان لشارل الخامس ملك فرنسا