للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[٤ - الأرض]

كان هالي في ولعه بالعلم قد غامر بالخوض في مجاهل الأرصاد الجوية بمقال (١٦٩٧) في الرياح التجارية، وخريطة رسمت لأول مرة حركات الهواء. وقد عزا هذه الحركات لفروق في درجات حرارة الجو وضغطه، فالشمس في حركتها الظاهرية إلى الغرب تحمل الحرارة معها، لا سيما على طول مناطق العالم الاستوائية، والهواء الذي تخلخل بفعل هذه الحرارة يجتذب هواء أقل تخلخلاً من الشرق ويحدث الرياح الاستوائية السائدة التي اعتمد عليها كولمبس في إبحاره من الشرق إلى الغرب. وكان فرانسس بيكون قد أومأ إلى تفسير شبيه بهذا. وسيطوره جورج هالي في ١٧٣٥ بإضافة هذا الرأي وهو أن السرعة الأكبر لدوران الأرض إلى الشرق عند خط الاستواء تحدث تدفقاً عكسياً للهواء نحو الغرب.

وقد جعل تطور البارومتر والترمومتر من الأرصاد الجوية علماً. فبارومتر جويريكي تنبأ تنبؤاً صحيحاً بعاصفة شديدة في ١٦٦٠. واخترعت "مراطيب" مختلفة في القرن السادس عشر لقياس الرطوبة. واستعملت "الأكاديميا ديل تشيمنتو" إناءً مدرجاً يتلقى الرطوبة المتساقطة من خارج مخروط معدني مملوء بالثلج. ووصل هوك فرشاة حبوب، أو "لحية"-تنتفخ وتنحني مع زيادة الرطوبة في الهواء-بإبرة مؤشرة تتحرك عند انتفاخ الفرشاة. كذلك اخترع هوك مقياساً للريح، وبارومتراً ذا عجلة، وساعة جوية. وهذه الساعة التي صممها بناء على تكليف من الجمعية الملكية (١٦٧٨) كانت تقيس وتسجل سرعة الريح واتجاهه، وضغط الجو ورطوبته، ودرجة حرارة الهواء، وكمية المطر، وتبين الوقت فوق ذلك. وشرعت المحطات في مختلف المدن، بعد أن سلحت بالآلات المحسنة، تسجل وتقارن بين أرصادها الآنية، كما حدث بين باريس واستوكهولم في ١٦٤٩. وأرسل الدوق الأكبر فرديناند الثاني أمير توسكانيا، وراعي أكاديمية التشيمنتو، البارومترات، والترمومترات، والمراطيب، إلى راصدين مختارين في باريس، ووارسو، وانزبروك، وغيرها، ومعها تعليمات بتسجيل البيانات الرصدية يومياً، وإرسال نسخة منها إلى فلورنسة