للمقارنة. وأقنع ليبتز المحطات الجوية في هانوفر وكيل بأن تحتفظ بسجلات يومية من ١٦٧٩ إلى ١٧١٤.
أما هوك، الذكي الذي لم يحسم عملاً، فقد فتح عشرات من مسالك البحث المبشرة بالنجاح، ولكن افتقاره إلى المال والصبر أعجزه عن المضي فيها إلى نهايات مشهورة. فنحن نجده في كل مكان في تاريخ العلم البريطاني في النصف الثاني من القرن السابع عشر. كان ابن وزير "مات بتعليق نفسه (٢٨) "، وأرهص بتنوع مواهبه ذلك التنوع المتذبذب، فرسم الصور، وعزف على الأرغن، وابتكر ثلاثين طريقة مختلفة للطيران، وفي أكسفورد انصرف لدراسة الكيمياء، وعمل مساعداً لروبرت بويل. وفي ١٦٦٢ عين "أميناً للتجارب" في الجمعية الملكية، وفي ١٦٦٥ كان أستاذاً للهندسة بكلية جريشام، وفي ١٦٦٦، بعد حريق لندن الكبير، اشتغل بالعمارة وصمم عدة مبان كبيرة-كبيت مونتاجيو، وكلية الأطباء، ومستشفى بيت لحم ("بدلام"). وبعد أطول إكباب على الميكروسكوبات، نشر رائعته "ميكروجرافيا"(١٦٦٥) الذي احتوى على عدد من الأفكار الموحية في علم الأحياء. وعرض نظرية في الأمواج الضوئية، وساعد نيوتن في البصريات، وكان سباقاً إلى قانون المربعات العكسية ونظرية الجاذبية. وكشف النجم الخامس في أوريون، وقام بأول محاولات ليحدد بالتلسكوب اختلاف منظر نجم ثابت. ثم عرض نظرية حركية للغازات في ١٦٧٨، ووصف نظاماً للتلغراف في ١٦٨٤. وكان من أوائل من استعملوا الزنبرك في ضبط الساعات، وأرسى مبدأ آلة السدس لقياس أبعاد الزاوية، وصنع اثنتي عشرة آلة علمية. وأغلب الظن أنه كان أعظم العقول أصالة في كوكبة العباقرة التي جعلت من الجمعية الملكية حيناً محدد الخطوة للعلم الأوربي، ولكن طبيعته المكتئبة العصبية حالت بينه وبين ما كان جديراً به من ثناء ومديح.
وقد كان له حتى في الجيولوجيا لحظة صدق. فقد زعم أن المتحفرات تدل على قدم الأرض والحياة قدماً يتعارض تماماً مع سفر التكوين، وتنبأ بأن تاريخ الحياة على الأرض سيحسب يوماً ما على أساس المتحفرات المختلفة في الطبقات المتعاقبة. وكان أكثر كتاب القرن السابع عشر لا يزالون يقبلون قصة الخلق الكتابية، وكافح