للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثيرة. يقول: "لقد قدرت فيها طاقاتها العقلية، ونزوعها النبيل إلى الكرم، ولم تكن الرقة وحدها كافية لتحقيق السعادة التي جربناها" وقد ماتت - كما رأينا - بعد فترة قصيرة من إنجابها ماري جودوين شيلي Mary Godwin Shelley

وفي سنة ١٨٠١ تزوج من مدام ماري جين كليرمونت Mary Jane Clairmont التي كانت ابنتها (من زوجها الأول) واحدة من مديرات منزل بايرون. وقد دعم الزوج والزوجة حياتهما المعقدة بنشر الكتب التي كان من بينها حكايات من شكسبير (١٨٠٧) الذي ألفه تشارلز لامب وماري لامب Charles & Mary Lamb. ونتيجة تخلي وردزورث وكولردج عنه وابتعادهما عن صداقته واجه أياما عصيبة، وساعده شيلي الذي كان هو نفسه معسرا، وفي سنة ١٨٣٣ - ويا لسخرية التاريخ - عينته الحكومة - التي كان يعتبرها شرا لا بد منه - موظفاً في الخزانة براتب متواضع كان يكفي طعامه حتى مات في سنة ١٨٣٦.

[٣ - دانيال مالتوس: عن السكان]

لقد عمل كتاب جودوين السابق ذكره (أسئلة حول العدالة السياسية) على دفع كتاب آخر إلى المطبعة وقد أصبح هذا الكتاب الآخر أكثر شهرة من كتاب جودوين نفسه. وساعد على ذلك رد فعل غير عادي من ابن ضد فلسفة أبيه الليبرالية. لقد كان دانيال مالتوس Daniel Malthus (توفي سنة ١٨٠٠) شخصاً لطيفاً غريب الأطوار وكان صديقاً شخصيا لديفيد هيوم David Hume (تكتب أيضا دافيد/الصيغة العربية للاسم هي داود) وجان جاك روسو. وشارك الاسكتلندي شكوكيتة skepticism والسويسري تشاؤمه، حول الحضارة. وقد كان هو شخصيا مشرفا على تعليم ابنه فيما قبل دخوله الكلية، وكان واثقا من أن توماس مالتوس (١٧٦٦ - ١٨٣٤) سيكون راديكاليا ممثلاً للقانون مثله (أي مثل أبيه دانيال مالتوس) مثل جودوين

وواصل مالتوس في كامبردج ودخل في سنة ١٧٩٧ سلك الكهنوت الإنجليكاني Anglican، وعندما ظهر كتاب جودوين (١٧٩٣) راح الأب والابن يتناقشان بشغف فيما ورد به من أفكار، ولم يشارك الابن أباه في حماسه لأفكار الكتاب. لقد شعر الابن بأنّ هذا الولع المثالي