سولواي في قارب مكشوف لصيد السمك، ودخلت إنجلترا، ووضعت مصيرها بين يدي غريمتها.
[٥ - التكفير]
١٥٦٨ - ١٥٨٧
ومن مدينة كارليل Carlisle ( في شمال غرب إنجلترا) أرسلت ماري رسالة ثانية إلى إليزابث. تطلب مقابلتها لتشرح لها موقفها وسلوكها. وكانت إليزابث من حيث المبدأ تناهض مساعدة الثوار ضد أي حكم شرعي. ومن ثم مالت إلى دعوة ماري لمقابلتها. ولكن مجلس شورى الملكة أوقعها في حيرة وارتباك بما ساق لها من تحذيرات: فلو أن ماري سمح لها بالذهاب إلى فرنسا، لأغريت الحكومة الفرنسية بإرسال جيش إلى إسكتلندة لإعادة ماري إلى العرش. ولإعادة إسكتلندة حليفة كاثوليكية لفرنسا. وشوكة في ظهر إنجلترا، وعند ذاك تساند فرنسا دعوى ماري في عرش إنجلترا بقوة السلاح، كما يساندها الكاثوليك الإنجليز. ولو بقيت ماري حرة طليقة في إنجلترا فمن الممكن أن تكون مصدر بؤرة ميسورة لثورة الكاثوليك، وإنجلترا لا تزال في أعماق قلبها كاثوليكية في الكثير الغالب. وإذا أرغمت إنجلترا النبلاء الاسكتلنديين على إعادة مليكتهم إلى عرشها، فإن حياة هؤلاء النبلاء تتعرض للخطر، كما تفقد إنجلترا حلفاءها البروتستانت في إسكتلندة. وربما اتفق سيسل مع هللام في الرأي القائل بأن احتجاز ملكة الاسكتلنديين أو تقييد حريتها قسراً، إنما هو خرق لكل قانون "طبيعي أو عام أو محلي (٤٧) ". ولكنه أحس بأن مسئوليته التي تطغى على كل ما عداها، هي حماية إنجلترا.
ولما كان من إحدى مهام الدبلوماسية أن تخلع على الواقعية ثوب الأخلاقية، فقد أبلغت ماري أنه ينبغي عليها قبل الاستجابة إلى مطلبها في اللقاء مع الملكة إليزابث، أن تبرئ نفسها من عدة اتهامات أمام لجنة تحقيق. فأجابت ماري بأنها ملكة، ولا يمكن أن تحاكم أمام مندوبين عاديين، وبخاصة من بلد آخر. وطلبت أن تكون لها حرية العودة إلى إسكتلندة أو الذهاب إلى فرنسا، كما طلبت أن تلتقي بمورتون ولثنجتون في حضرة إليزابث. ووعدت بإثبات إدانتهما في قتل دارنلي. وفي ١٣ يولية ١٥٦٨ أمر المجلس الإنجليزي بنقلها من كارليل (لقربها الشديد من