روان موستييه، والخزف الإيطالي (الميوليق) الجيد في نيفير، والصيني اللين العجينة في روان وسان كلو. وفي أخريات القرن السابع عشر تعلم الصناع الفرنسيون بتحريض كولبير أسرار البنادقة في صب بللور المرايا الكبيرة وتسويته وصقله، وهكذا صنعت مرايا "قاعة المرايا" الرائعة (١٢). ونظم كولبير ولبرون الصاغة أمثال جوليان دفونتيين وفانسان بتي وأسكناه في اللوفر، فصنعوا للملك وللأغنياء مئات التحف من الفضة أو الذهب-إلى أن صهر لويس والأغنياء هذه الحلي لتمويل الحرب. وقطعت الأحجار الكريمة والمداليات: وضربت العملة، ونقشت بتصميمات كانت المثل الذي تحتذيه أوربا كلها فيما عدا إيطاليا. ولم يصل فن صنع المداليات منذ عصر النهضة إلى مثل هذا الإبداع الذي حققه الآن على يد أنطوان بنوا وجان موجيه. أما كولبير، الذي لم يترك حجراً دون نقش، فقد أسس في ١٦٦٢ أكاديمية المداليات والنقوش، ليخلد أعمال الملك … بمداليات تضرب تكريماً له (١٣) وذلك كان أسلوب الوزير الكبير في تجنيد الغرور الذي يملك المال في خدمة الفن الغالي النفقة. وفي ١٦٦٧ أنشئت مدرسة للصور المحفورة في اللوفر، ورسمت مناقيش روبير نانتوي وسبستيان لكلير وروبير بونار وجان لبوتر في رهافة بالغة التدقيق شخصيات العهد وأحداثه. وحتى رسم المنمنمات ظل على قيد الحياة-وإن هبط عن سابق مقامه في العصر الوسيط-في كتاب "ساعات الصلاة" الذي أهداه إلى الملك متقاعدوه في الأنفاليد. إن الفنون الصغيرة، دون سائر الفنون، هي التي تظهر ذوق "القرن العظيم" وبراعته الفنية.
[٤ - التصوير]
إن نجمين من نجوم التصوير ذوي المرتبة الثاني يقعان في الفلك الخارجي لهذا العصر، وهما فيليب دشامبين، وأوستاش لوسويير. أما فيليب فقد وفد