للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكتاب الرابع

[تقدم العلم]

١٧٥١ - ٧٩

الفصل الخامس عشر

[الأدباء]

[١ - البيئة الفكرية]

تعطل نمو المعرفة نتيجة للجمود، والخرافة، والاضطهاد، والرقابة، وهيمنة الكنيسة على التعليم. حقيقة أن هذه المعوقات ضعفت عن ذي قبل، ولكنها ظلت أقوى كثيراً منها في حضارة صناعية يضطر فيها الناس، بسبب تنافس الأفراد، والجماعات، والأمم، إلى البحث عن أفكار وأساليب جديدة، عن وسائط جديدة لغايات قديمة. وكان أكثر الناس في القرن الثامن عشر يتحركون في بيئة بطيئة التغيّر، تكفي الاستجابات والأفكار التقليدية عادة لسد حاجات الحياة فيها. فإذا لم تسمح المواقف والأحداث الجديدة بالتفسيرات الطبيعية دون عناء، عزتها عقول العوام لأسباب خارقة ثم أخلدت إلى الراحة.

وبقيت مئات الخرافات جنباً إلى جنب مع الاستنارة المطردة. مثال ذلك أن نساء الطبقة العليا كن يرتعن إذا كانت طوالعهن نحوساً؟، أو يؤمن بأن في الإمكان إحياء طفل غريق إذا أضاءت امرأة فقيرة شمعة وعومتها في فنجان لتشعل النار في كوبري على السين. وقد وعدت أميرة كونتي الأبيه لورو بجاشية فخمة إذا عثر لها على حجر القلاسفة. واحتفظت جولي دلبسيناس بإيمانها بالأيام السعيدة والمشئومة رغم أنها عاشرت العالم الشاك دالامبير عدة سنين.