وكان قارئوا البخت يعيشون على صيت شفافيتهم؛ من ذلك أن مدام دبومبادور، والابيه دبيرنيس، والدوق دشوازيل كانوا يستشيرون خفية مدام بونتان، التي تقرأ لهم البخت في تفل القهوة (١). ويقول مونتسكيو أن باريس تعج بالسحرة وغيرهم من الدجالين الذين يكفلون للناس التوفيق في دنياهم أو التمتع بشباب دائم. وقد أقنع الكونت سان جرمان لويس الخامس عشر أن في الإمكان إصلاح ماليات فرنسا التي فسدت بوسائل خفية لصنع الماس والذهب (٢) وكان الدوق دريشليو يتسلى بالسحر والشعوذة-مستعيناً بالشيطان. أما أمير انهالت دساو العجوز، الذي كسب معارك كثيرة لبروسيا، وكفر بالله، فكان إذا التقى بثلاث عجائز في طريقة إلى الصيد قفل إلى بيته، لأن "اليوم نحس"(٣). وكان آلاف الناس يحملون التمائم أو الطلاسم اتقاء الشرور. واستعملت مئات الوصفات السحرية علاجات طبية شعبية. واعتقد الناس أن في قدرة المخلفات الدينية أن تشفي كل عليل تقريباً، وكانوا يجدون مخلفات أو ذخائر القديسين في أي مكان-فقطعه من ثوبه في ترييه، وعباءته في تورين ولاون، ومسمار من مسامير الصليب الحقيقي في دير سان-دنيس. وقد تدعمت قضية المطالبين الإستيواريين بالعرش في إنجلترا بفضل فكرة آمن بها أكثر الناس، وهي أن في استطاعتهم شفاء الداء الخنازيري بلمسة منهم - وهي قوة حرم منها الملوك الهانوفريون لأنهم "غاصبون" لم يتباركوا بحق الملوك الإلهي. وكان أكثر الفلاحين على يقين من أنهم سعوا العفاريت أو الجنيات في الغابات. ومع أن الاعتقاد بوجود العفاريت كان في اضمحلال، فإن دوم أوجستن كالميه، البندكتي المثقف، كتب تاريخاً لمصاصي الدماء Vampires- وهي جثث تترك قبورها في الليل لتمتص دم الأحياء؛ وقد نشر هذا الكتاب بموافقة السوربون (٤).
واختفت في هذا القرن شر الخرافات قاطبة، وهي الإيمان بالسحر، اللهم إلا بعض بقاياه المحلية. ففي ١٧٣٦ اتخذ "أحبار الكنائس المسيحية المتحدة" الاسكتلندية قراراً يؤكد من جديد إيمانهم بالسحر (٥)، وفي ١٧٦٥ (وهو تاريخ متأخر) كتب أشهر الفقهاء الإنجليز، السر وليم