فيرارا ليموت فيها، غير أن الفونسو رفض الاذن له. ورتب له البابا كلمنت الثامن معاشا وأعد العدة لتتويجه شاعراً. للبلاط البابوي. ولكن في أبريل ١٥٩٥ لم يكن بد من نقل الشاعر الذي انهارت قواه وأدركته الشيخوخة والعجز وهو بعد في الحادية والخمسين، إلى دير سان أونوفريو بروما، ليجد رعاية أفضل. هناك، وبعد غضبة أخرى من غضباته، مات (٢٥ أبريل) وهو يتمتم «في يديك يا رب أستودع روحي» ووضع على نعشه إكليل الغار الذي لم يعش ليلبسه. وحمل جثمانه في مشهد إلى كنيسة القديس القديس بطرس وخرج منها تشيعه حاشية البابا واشراف روما وعلماؤها، وروى التراب في كنيسة الدير وفوق مثواه قبرية بسيطة، «هنا يرقد توركواتوس تاسوس» وأصبحت الصومعة التي نزلها مزارا للحجاج كما هي اليوم.
[٨ - مجيء الباروك]
١٥٥٠ - ١٦٤٨
كان الفن الكلاسيكي - كالبارثينون وأفريزه، ومنحوتات ميرون وبولسكليتوس، وساحة روما، ولايناد، وستانزا رفائيل بالفاتيكان، وصور كنيسة مديتشي لميكل أنجيلو - هذا الفن كان اختزال الفوضى إلى نظام، والتعدد إلى وحدة، والحركة إلى ثبات، والشعور إلى فكر، وغير المميز إلى مميز، والمعقد المبهم إلى البسيط الواضح؛ كان المادة مصوغة من الشكل. ولكن كل شيء حتى الكمال يزهده الناس حين يطول به العمر. فالتغيير ضروري للحياة، والحس، والفكر؛ والجديد المثير قد يبدو جميلا لهذه الحدة ذاتها، حتى يعود القديم المنسي على عجلة الزمن فيرحب به الناس على أنه فتى وجديد. وهكذا طردت النهضة الفن القوطي من إيطاليا باعتباره فنا همجيا، حتى إذا ضاق الفنانون ورعاة الفن بالنسب الجميلة والتناسق المقيَّد، وضحكوا كما ضحكت تماثيل الكاتدرائيات البشعة الوجوه على الأعمدة والاعتاب