للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيوية عائق عظيم. والواقع أن من التعاسة أن نعيش على هذه الأرض … وأنه لأمر عظيم أن نلتزم الطاعة في الحياة، وأن يكون فوقنا رئيس، وألا نكون مخيرين بمشيئتنا. وأمن لنا أن طيع من أن نحكم … وبذلك تبدو الصومعة التي نسكنها جميلة.

وفي "محاكاة المسيح" بلاغة رقيقة، تعكس البساطة العميقة لعظات المسيح وأمثاله. وهو رادع ضروري دائم لما في العقل الرخو والسفسطة الجوفاء من غرور ذهني. فنحن عندما نكل من مواجهة أعباء حياتنا فإننا نعتصم بالإنجيل الخامس لتوماس اكمبيس. ولكن من ذا يعلمنا ونحن في خضم العالم وأعاصيره كيف تكون مسيحيين؟

[٣ - برجنديا المشرقة]

١٣٦٣ - ١٤٦٥

أخذت الولايات الخاضعة للحكم البرغندي على الرغم من أمثال هذه الاستغفارات التوماسية، تنغمس في نشاط عقلي ملحوظ. فلقد جمع الدوقات أنفسهم-وفيليب الطيب أكثرهم في ذلك-المكتبات وشجعوا الأدب والفن. وكثرت المدارس، وسرعان ما أصبحت جامعة لوفان التي أسست عام ١٤٢٦، مركزاً من مراكز التعليم في أوربا. ولقد سرد جورج كاستيلان "تاريخ دوقات برجنديا" تاريخ الدوقية في كثير من البلاغة الناصعة وقليل من الفلسفة، وإن كان قد عرضه بلغة فرنسية قوية، فأسهم به مع فرواسار وكومين في إجاد تلك الوسيلة المحببة من النثر الواضح الرشيق. وأقامت جماعات خاصة، قاعات للخطابة للتدريب على الخطابة والشعر وتمثيل المسرحيات. وتنافست لغتا المملكة-الفرنسية أو رومانسية الوالون في الجنوب واللهجات التي كان نتكلم بها الفلمنكيون والألمان في الشمال-في إظهار الشعراء، الذين أسدل النسيان عليهم ستاره.

وكان التعبير الأرفع للدوقية يتجسم في الفن. وبدأت أنتورب عام