أسبانيا، وبلاط بروكسل، والإمبراطور … أرسل في طلب السلاح والذخيرة … رغبة … في استئصال شافه-المذهب الإنجيلي (٦١)". وزاد الطين بلة أن كاسبارسكيوبيوس حذر الكاثوليك اللوثريين من أن الكلفنيين يعتزمون تدمير الديانة والسلام العام والإطاحة بالإمبراطورية الرومانية المقدسة بأسرها، ومحو مبدأ أوجزبرج والمذهب الكاثوليكي من الإمبراطورية (٦٢) سواء بسواء، وربما كان هذا محاولة لإشاعة مزيد من الفرقة بين الشيع البروتستانتية. وأضعف النزعات الإقليمية بين النمسا وبافاريا العصبة الكاثوليكية في ١٦١٦ … وراود الناس من جديد حلم السلام!
ولكن في براغ ناشد الكونت هنريك فون ثورن زعماء البروتستانت منع الكاثوليكي المتحمس الأرشيدوق فرديناند من اعتلاء عرش بوهيميا. وكان الإمبراطور ماتياس قد عين خمسة نواب ليتولوا حكم البلاد في أثناء غيابه. واستبد هؤلاء الحكام بالبروتستانت في النزاع حول بناء كنيسة في كلوسترا جراب، وأرسلوا المعترضين إلى السجن وفي ٢٣ مايو ١٦١٨ قاد ثورن حشداً بروتستانتياً غاضباً إلى قلعة أوسكين، وصعدوا إلى الحجرات التي كان يجلس بها اثنان من هؤلاء الحكام، وألقوا بهما من النافذة مع سكرتير كان يتحمس لهم، وسقط ثلاثتهم نحو خمسين قدماً، ولكنهم وقعوا على كومة من الأقذار، فتلوثوا أكثر مما أوذوا، فكان هذا "الإلقاء من النافذة" تحدياً مثيراً للإمبراطور والأرشيدوق وللعصبة المقدسة. وطرد ثورن رئيس الأساقفة والجزويت. وشكل حكومة مديرين ثورية. وربما شق عليه أن يدرك أنه بذلك أطلق كلاب الحرب من عقالها أو أنه أشعل نارها.
[٦ - حرب الثلاثين سنة]
أ - طور بوهيميا
١٦١٨ - ١٦٢٣
أرسل الإمبراطور ماتياس إلى حكومة المديرين سالفة الذكر عرضاً