بندكت: إني سعيد برؤيتك هنا يا سيدي، فعلى الرغم من أنك آذيت كثيراً الكنيسة التي قدر لي أن أكون على رأسها طيلة ثمانية عشر عاما، فقد أحسنت صنعاً بشن الحملة على آثام الكنيسة وأخطائها والمظالم التي أخزتنا جميعاً في عصرك.
فولتير: أنت الآن كما كنت في حياتك أرق الباباوات حاشية وأكثرهم صفحاً. وإذا كان كل خادم من خدم الله مثلك لتحققت من أن آثام الكنيسة هي خاصية طبيعية في الإنسان، ولبقيت أجل وأحترم هذا النظام العظيم. وإنك لتذكر أنني لمدة خمسين عاماً احترمت اليسوعيين.
بندكت: أذكر ذلك، ولكنك اشتركت في الهجوم عليهم في نفس الوقت الذي كانوا قد خفضوا فيه من دسائسهم السياسية، وكانوا يقفون فيه بشجاعة ضد فسق الملك ومجونه وإباحيته.
فولتير: كان جديراً بي أن أعرف أكثر من أن أقف إلى جانب الجانسنيين في تلك القضية.
بندكت: حسناً أنت ترى الآن أنك أيضاً قد تخطئ مثل البابا. والآن وقد وجدتك معتدل المزاج، دعني أحدثك لماذا بقيت أنا مخلصاً للكنيسة التي تخليت أنت عنها.
فولتير: أن هذا يشوقني كثيراً.
بندكت: أخشى أن أرهقك لأني سأطيل الحديث، ولكن تذكر كم ألفت أنت من مجلدات.