وكان معظم النبلاء على استعداد للتغاضي عن ثروته، ولكنهم لن يغفروا له أبداً عطفه على فلاحيهم، فانتهزوا الفرصة للإنتقام. وفي ١٢ أكتوبر سنة ١٥٤٩ سيق الدوق أف سومرست باعتباره سجيناً في موكب اخترق شوارع لندن وسجن في البرج.
[٢ - حماية وارويك]
(١٥٤٩ - ٥٣)
كان أعداء سومرست رقيقي الحاشية بمقاييس ذلك العهد. وحرم من الأملاك التي اكتسبها إبان وصايته على العرش، وأطلق سراحه يوم ٦ فبراير سنة ١٥٥٠، واسترد عضويته في المجلس الملكي في مايو. ولكن وارويك كان وقتذاك حامي المملكة.
وكان مكيافيليا صريحاً، وعلى الرغم من أنه كان ينزع في أعماق نفسه إلى الكاثوليكية إلا أنه سلك نهجاً بروتستانتياً لأن خصمه سوثهامبتون كان الزعيم الذي ارتضاه الكاثوليك لهم، وكان أغلب النبلاء مرتبطين مالياً بالعقيدة الجديدة. وقد تعلم جيداً فن الحرب ولكنه أدرك أنه لن يستطيع أن يحتفظ ببولونيا أمام فرنسا التي تملك ضعف موارد إنجلترا، معتمداً على حكومة مفلسة وشعب معدم، وسلم المدينة إلى هنري الثاني ووقع معاهدة صلح مهينة كان لابد منها (١٥٥٠).
وفي ظل سيطرة ملاك الأراضي من النبلاء أو العامة وافق المجلس النيابي (١٥٤٩) على قانون يعاقب بشدة على ثورة الفلاحين. وأيد قانون صريح وجود الأراضي المسورة، وألغيت الضرائب التي كان سومرست قد فرضها على الأغنام والصوف لكي تفتر همة الناس في إقامة الحظائر. ونص القانون على عقوبات صارمة توقع على العمال الذين يتحدون لرفع أجورهم (٤). وأعلن عدم شرعية الاجتماعات التي تعقد لمناقشة تخفيض الإيجارات أو الأسعار، ومصادرة ممتلكات الأشخاص الذين يحضرونها. وشنق روبرت