تقول الرواية الفارسية إن ساسان كان كاهناً في برسبوليس (اصطخر)، وإن ابنه باباك Papak كان أميراً صغيراً في خور، وإن باباك قتل جوزهر، حاكم الولاية الفارسية، وأعلن نفسه ملكاً على تلك الرواية، وأورث سلطانه ابنه شابور، وإن شابور مات نتيجة لحادثة وقعت في الوقت المناسب، فخلفه ابنه أردشير. وأبى أرطبانوس الخامس آخر ملوك الفرس الأرساسيين أو البارثيين أن يعترفوا بهذه الأسرة المحلية الجديدة؛ فحاربه أردشير وهزمه (٢٢٤)، وصار ملك الملوك (٢٢٦). فلما تم له هذا استبدل بحكم الأرساسيين الإقطاعي المفكك حكماً ملكياً قوياً أداته بيروقراطية مركزة كثيرة الفروع؛ وكسب تأييد رجال الدين بأن أعاد العقيدة الزرادشتية وأعاد إلى كهنتها سابق سلطانهم، وأثار كبرياء الشعب بأن أعلن أنه سيقضي على النفوذ الهلنستي في فارس، ويثأر لدارا من ورثة الإسكندر، ويستعيد كل الأقاليم التي كانت فيما مضى تحت حكم الملوك الأكمينيين. والحق أنه قدير بوعده هذا أو كاد. فقد قام بحملات خاطفة مدت حدود باد الفرس في الشمال إلى نهر جيحون، وفي الغرب إلى نهر الفرات، ووضع التاج قبل أن تدركه المنية في عام ٢٤١ على رأس ابنه شابور، وأمره أن يلقي باليونان والرومان في البحر.
وورث شابور الأول عن أبيه قوته ودهاءه؛ وتمثله النقوش التي على الصخور بهي الطلعة، نبيل الملامح، ولكن هذه النقوش كانت بلا ريب تحيات من صانعيها جرى العرف بأن تكون على هذه الصورة. وقد تلقى شابور تعليماً طيباً،