وأرهقت إنجلترا، وأقام البروتستانت في كل عام تظاهروا فيه ضد البابوية، وحملوا إلى "سميفيلد" تماثيل للبابا والكرادلة، أحرقوها هناك. إنهم لن ينسوا "جي فوكس". ولكن الكاثوليك صبروا وصابروا ولم يفقدوا الأمل، فمن الجائز الآن أن يرقى كاثوليكي عرش إنجلترا في أية لحظة.
[٣ - الاقتصاد الإنجليزي]
١٦٦٠ - ١٧٠٢
قدر عدد سكان إنجلترا وويلز غي ١٦٦٠ بنحو خمسة ملايين نسمة (٥٥) ربما ازداد إلى خمسة ملايين ونصف المليون في ١٧٠٠ (٥٦)، أي أنه لا يكاد يبلغ ربع عدد سكان فرنسا وألمانيا، وأقل من ربع سكان إيطاليا أو أسبانيا (٥٧). وكان سبع السكان من طائفة "اليومن"، أي صغار مالكي الأرض الأحرار الذين يملكون الأرض التي يفلحونها، وشكل المزارعون المستأجرون الذين يعملون في الأراضي النبلاء وذوي احسب والنسب، نحو سبع آخر من السكان. أما بقية السكان فكانوا يقيمون في المدن.
وبازدياد السكان قل نصيب الأسرة من الخشب، وتزايد استخدام الفحم في البيوت والحوانيت، وتطور على المعادن واستخراجها من المناجم وأصبحت شفيلد مركزاً لصناعة الحديد. وسرت في إنجلترا حمى الإنتاج وجمع الثروات. وتوسل أصحاب المصانع إلى البرلمان أن يصدر تشريعات ترغم العاطلين الكسالى على مزاولة العمل. وتزايد تشغيل الأولاد في الصناعات المحلية، وبخاصة النسيج. وتهلل وابتهج ديفو لأنه في" كولشستر وتونتون": "لم يكن ولد فوق الخامسة من العمر، في المدينة أو فيما حولها من القرى، أهمله والده أو لم يتلق تعليماً، الا واستطاع أن يكسب قوته" وبالمثل حول "وست رايدنج": "لا يكاد يوجد ولد جاوز الرابعة إلا كفته يداه مؤونة العيش (٥٨) ".
وكان معظم الصناعة يتم في البيت أو في حوانيت الأسرة. وحدث