أن طريقة المقاومة السلبية الذي انتهجه الكويكرز ضد الاضطهاد كان أكبر قوة فعالة ساعدت على التسامح الديني في عصر التعصب، وقدر أحد المنشقين أنه كان هناك ستون ألف حالة اعتقال بسبب الخلاف الديني بين عامي ١٦٦٠، ١٦٨٨، وأن خمسة آلاف ممن اعتقلوا قضوا نحبهم في السجن (٥١). وكان تعصب البرلمان أسوأ من فجور البلاط والمسرح. وذكر مؤرخ كتب التاريخ مثل ما صنعه تقريباً "في هذه الفترة الدقيقة الحرجة" كاد الملك أن يكون الصوت الوحيد الرحيم الذي ينادي بآراء عصرية حديثة ودأب طوال حكمه على النضال من أجل التسامح (٥٢) وفي ١٦٦٩ عندما صدر الحكم على ثلاثة أشخاص بدفع غرامة كبيرة للتاج، بناء على قانون قديم صدر في عهد الملكة اليزابيث، لتخلفهم عن حضور الصلوات الأنجليكانية، أعفاهم شارل من دفعها، وأعلن أنه لن يسمح بتطبيق هذا القانون بعد اليوم "لأنه من رأيه وقناعته الخاصة أنه لا يجوز أن يضار أحد بسبب تفكيره وما يمليه عليه ضميره (٥٣) ".
وكان من المحتمل أن يقرر وجهة نظر الملك في تسامح عدد متزايد من الإنجليز، لولا أنهم كانوا يرتابون في رغبته في التخفيف من ويلات الكاثوليك في إنجلترا التي كانت لا تزال تخشى سيطرة البابا، ومحاكم التفتيش الأسبانية وحكومة القساوسة، إلى حد أن البرسبتيريانز والبيوريتانيين آثروا تحريم عبادتهم على السماح بالعبادة الكاثوليكية في إنجلترا. وكان الإنجليز الكاثوليك يشكلون آنذاك نحو ٥% من السكان (٥٤). وكانوا من الناحية السياسية ضعافاً عاجزين. ولكن الملكة كانت كاثوليكية، كما أن شقيق الملك لم يبذل إلا أيسر الجهد في إخفاء تحوله إلى الكثلكة (١٦٦٨) وكان في إنجلترا حينذاك ٢٦٦ من اليوسعيين. كان أحدهم ابناً غير شرعي للملك، وبدءوا يظهرون علناً في جرأة وثقة. على الرغم من القوانين البالغة التشدد. وكانت المدارس الكاثوليكية تقام في الدور الخاصة.