للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا في الأزقة والممرات الخاصة فحسب، بل في الشوارع العامة وأماكن الاحتشاد العادية، ويقترفون أخطر الاعتداءات على أشخاص رعايا جلالتكم (٤٢) ". وقال هوراس ولبول في ١٧٥٢: "إن المرء ليضطر إلى السفر، حتى في الظهيرة، وكأنه ماض إلى ساحة قتال (٤٣) ".

وكانت العاصمة الكبرى بالطبع شيئاً أكثر كثيراً من هذه الحصيلة المتكاثرة من الفقر والجريمة، فلقد كانت إلى ذلك بلد البرلمان والقصور الملكية، ووطن ألف محام وتاجر وصحفي وشاعر روائي وفنان وموسيقى ومعلم وكاهن ورجل بلاط. ويجب ونحن ماضون في طريقنا أن نضيف غلى رؤيتنا للندن القرن الثامن عشر بيوت الطبقات المتعلمة الفخمة وأخلاقها وعاداتها، وجمهور المصلين في الكنائس، والشكاك، والعلماء، والفلاسفة، وظرفاء "المجتمع الراقي" وحسانه وعشاقه، وحدائق اللهو في فوكسهول ورينلاج، والمتنزهين في الحدائق العامة وشارع بل مل، وسباقات الزوارق والمهرجانات والذهبيات على نهر التيمز، والأحاديث المتداولة في مشارب القهوة والنوادي، ودكاكين الحرفيين، وتجار الملابس، والجواهرية، وأسباب الترويج في البيت والرياضة في الخلاء، والجموع المحتشدة في معارك الديكة، ومباريات الملاكمة التكسبية، وعروض الدمى، والمسارح، والأوبرا-عندها فقط تكون رؤيتنا للحياة اللندنية منصفة كاملة إلى حد معقول، تتيح لنا أن نحس التاريخ في كل نواحيه ينساب خلال أجساد وأرواح جيلين و٧٠٠.٠٠٠ نفس.

[٣ - المدارس]

كانت الحياة في إنجلترا كما في غيرها من الأقطار في هذه الحقبة تبدأ بنسبة عالية من وفيات الأطفال، يموت ٥٩% من مجموع الأطفال المولودين بلندن قبل أن يبلغوا الخامسة، و٦٤% قبل العاشرة (٤٤). وكان كثير من الأطفال يلقون خارجاً عقب ولادتهم، ومن بقي من هؤلاء اللقطاء على قيد الحياة يربون على نفقة الدولة ثم يوضعون في إصلاحيات للأحداث. ونجم الكثير من التشوهات الجسمية عن إهمال المولدات والأمهات.