لم تكن إنجلترا التي سطع نورها الأصيل في عالم الأدب والسياسة سوى تابع متواضع في دنيا الموسيقى والتصوير. وكان لتخلفها في التصوير أسباب كثيرة، ليست منها أجواؤها الممتعة، فالأجواء أعتمت في الأراضي المنخفضة كذلك، ومع ذلك حفلت هولندا بمصورين كثيرين كثرة طواحين هوائها. وربما كان المانش أحد الأسباب، لأنه كان أشبه بالترس منع عن إنجلترا الفنون كما وقاها حروب القارة، وربما كانت الموهبة الإنجليزية غارقة في التجارة وفي الحرب بعد ولبول. وقد تلام البروتستنتية على ركود الفن الإنجليزي، لأن الفن ينمو ويترعرع على الخيال، والبروتستنتية أقصت الخيال عن الفن وكرسته للأدب واللاهوت، ولكن يرد على هذا أيضاً بأن هولندا كانت بروتستنتية. وأغلب الظن أن العامل الأهم كان الثورة والتراث البيورتانيين؛ إعدام تشارلز الأول عاشق الفن، وتشتيت مجموعته الفنية، وانحسار الذهن الإنجليزي-باستثناء ملتن-خلال فوضى الجمهورية (الكومنولث). وقد طأطأ التأثير البيورتاني رأسه خلال عودة الملكية، ولكنه عاد يرفعه مع وليم الثالث والهانوفريين، ثم اتخذ في المثودية صورة منبعثة من القوة، وغدا الجمال خطيئة مرة أخرى.
كان هناك منجزات صغيرة في الفنون الصغرى. من ذلك أن الخزف البديع الناعم العجينة صنع في تشلسي (١٧٥٥) تقليداً لخزف مايسين وسيفر. وأثرى خزافو برمنجهام من صنع الآنية من اللك (اللاكيه). وبلغ ثراء أحدهم، واسمه جون بسكرفيل، مبلغاً أتاح له إشباع هوايته بطبع طبعات جميلة للشعراء الإنجليز. وزينت حنايا الركوك المتسمة بالخيال الجامح الكتب والقماش والأثاث والأواني