١٥١٧ إلى الوعظ في برسدن، فأثبت بالدليل أن مجرد قبول فضائل المسيح يحقق الخلاص للمؤمن. وشكا الدوق من أن مثل هذا التشدد في الإيمان أكثر من الفضيلة "سوف يجعل الناس مغرورين ومتمردين فحسب"(١٧)، وبعد ثلاثة شهور تحدى الراهب المشهور العالم إلى مناظرته في الرسائل الخمس والتسعين التي علها في كنيسة فيتنبرج.
٣ - الثورة تتخذ شكلاً
قد توحي الصورة التي حفرها كراناخ على الخشب عام ١٥٢٠ أن لوثر في عام ١٥١٧ كان راهباً حليق الرأس متوسط القامة رشيق الجسم إلى حين، وله عينان واسعتان ينما على العزم الجاد، وأنف كبير وذقن يدل على قوة العزيمة ووجه يفصح في هدوء لا في لجاجة عن الشجاعة وقوة الشخصية، ومع ذلك فإنه كتب هذه الرسائل بدافع من الغضب المتسم بالاخلاص لا عن جرأة حمقاء ولم يرَ فيها الأسقف الحلي شيئاً من الهرطقة ولكنه نصح لوثر في لطف ألا يكتب شيئاً آخر في الموضوع لفترة ما. وقد هل المؤلف نفسه ما أثاره من غضب. وفي مايو عام ١٥١٨ أبلغ شتاوبتز أن أمله الحقيقي هو أن يقضي حياته في عزلة هادئة ولكنه كان يخدع نفسه فقد كان تلذ له المعركة.
وأصبحت الرسائل حديث الطبقة المتعلمة في ألمانيا. كان الآلاف ينتظرون احتجاجاً كهذا، وهللت الحركة المضادة لرجال الدين وانطلقت من عقالها إذ وجدت صوتاً يعبر عنها. وقل الإقبال على شراء صكوك الغفران. ولكن كثيراً من أنصاره تصدوا لمواجهة التحدي وأجاب تيتزل، بمعاونة بعض المحترفين، في "مائة وست رسالة مضادة"(ديسمبر عام ١٥١٧). ولم يسلم فيها باي شيء ولم يقدم أي اعتذار بل "إنه أصدر في بعض الأحيان