الذي خلف أولجابتو، نشر على شاه مختلف الاتهامات ضد زميله رشيد الدين، وأغرى الخان بأن رشيد الدين وأبنه إبراهيم كانا قد دسا السم لأولجابتو. فعزل المؤرخ (رشيد الدين) وسرعان ما أعدم (١٣١٨) وهو في سن السبعين، مع أحد أبنائه، وصودرت ممتلكاته، وحرمت مؤسساته من العطايا والمنح، ونهبت ضاحية "ربع رشيد" ودمرت.
وقام أبو سعيد بترضية متأخرة، ذلك أنه عين ابنا آخر من أبناء المؤرخ وزيراً له، ونهج غياث الدين سبيل الحكمة والعدالة في إدارة دفة الحكومة. وأعقب موت أبى سعيد فترة من الفوضى، ووضعت نهاية لحكم أسرة الأيلخانية، وانقسمت مملكتهم إلى ولايات صغيرة دمرتها الحرب، وخلصها الشعر.
[٢ - حافظ الشيرازي]
١٣٢٠ - ١٣٨٩
ما كان أكثر من ينظم القصيد في فارس. وكان الملوك يكرمون الشعراء اللذين لم يتقدم عليهم في الحظوة بهذا التكريم والتبجيل إلا الحظايا والحظاظون والقواد. وفي زمن حافظ طبقت الآفاق شهرة عشرين من الشعراء، وذاع صيتهم من البحر المتوسط إلى نهر الكنج، ومن اليمن إلى سمرقند، ولكنهم جميعاً، على أية حال، أحنوا رءوسهم إجلالاً لشمس الدين محمد- المشهور باسم حافظ الشيرازي - وأكدوا له أنه بز "الشيخ سعدي" الشاعر الرخيم نفسه. وارتضى حافظ هذا التقدير، وأخذ يحدث نفسه في احترام قائلاً:
"قسماً بالقرآن الذي تعيه في صدرك يا حافظ، لم أر قط أجمل من شعرك"(٦).
"وحافظ" لفظة معناها "الذكور" الذي يحفظ ويتذكر، وهو لقب