الفرد في جماعة - الإيثار - الكرم - أوضاع السلوك - تحديد القبيلة
للأخلاق - الأخلاق البدائية بالقياس إلى الأخلاق الحديثة - الدين والأخلاق
من بين واجبات الوالدين أن ينقلوا إلى الأبناء تشريع الأخلاق، لأن الطفل أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان؛ وإنه ليتلقى إنسانيته شيئاً فشيئاً كلما تلقى جانباً من التراث الخلقي والعقلي الذي خلفه له الأسلاف؛ والطفل من الوجهة البيولوجية سيئ الإعداد للمدنية، لأن غرائزه تهيئه للمواقف الرئيسية والتقليدية ولا تشتمل إلا على الاستجابة للمثيرات التي توافق الغابة أكثر من موافقتها للمدنية؛ كل رذيلة كانت يوماً ما فضيلة ضرورية في تنازع البقاء، ولم نسمها رذيلة إلا لأنها تلكأت في وجودها بعد زوال الظروف التي كانت تستلزم وجودها- فليست الرذيلة- إذن- ضربا من السلوك الراقي، بل هي في العادة ارتداد بالإنسان إلى سلوكه القديم الذي حل مكانه سلوك جديد؛ فمن الغايات التي ينشد تحقيقها التشريع الخلقي أن يوائم نزوات الطبيعة البشرية التي لم تتغير- أو التي تتغير ببطء- مع حاجات الحياة الاجتماعية وظروفها المتغيرة.
لبث الجشع وحب التملك والخيانة والقسوة والعنف أمورا نافعة للحيوان وللإنسان مدى أجيال بلغت في طولها حداً تعذر معه على كل ما لدينا من قوانين وتربية وأخلاق ودين أن تزيلها إزالة تامة؛ ولا شك أن لبعضها- حتى في يومنا هذا- قيمة في حفظ البقاء، فالحيوان يتخم نفسه طعاماً لأنه لا يعلم متى