فلنخلص الآن، استكمالاً للبحث، ما يعرفه نصف العالم عن شكسبير. واليوم وقد عكف الباحثون المخلصون على فحص مخلفاته ودراستها لثلاثة قرون، فإنه يهمنا أن نقيس ما نعرف عنه-وهناك شيء كثير يطرح جانباً لأنه غير جدير بالمناقشة، وهناك الشكوك التي تثار حول تأليفه لكل الروايات التي نسبت إليه تقريباً.
ومهما يكن من أمر فإننا لسنا على يقين من اسمه. فقد أباحت إليزابث من الحرية في هجاء الكلمات أكثر مما أباحت في حرية العقيدة، ولربما حملت نفس الوثيقة الواحدة عدة طرق لهجاء كلمة واحدة بعينها، ولربما وقع رجل بعينه اسمه بأشكال مختلفة تبعاً لمزاجه وسرعته في الكتابة. وهكذا كتب المعاصرون مارلو، مارلين، مورلي وغيرها، أما توقيعات شكسبير الستة الباقية فهي كما تقرأ: Willm Shaksp-William Shakspeare-Willm Shakspere-Wm Shakspe-William Shakespe وهو الهجاء السائد الآن، وليس له ما يؤيده في مخطوطاته، والتوقيعات الثلاثة الأخيرة تنبع من نفس الفكرة.
وكانت أمه ماري آردن، من أسرة قديمة في ووروكشير. وقد قدمت إلى جون شكسبير، ابن مستأجر أرض والدها، صداقاً ضخماً نقداً وأرضاً، وأنجبت له ثمانية أطفال كان ثالثهم وليم. وأصبح جون من رجال الأعمال الأثرياء الناجحين في ستراتفورد على نهر الآفون، واشترى دارين، وخدم بلده ذائقاً للجعة، ومسئولاً عن الأمن، وعضواً في مجلس المدينة، ومساعداً لمأمور التنفيذ، وأحسن إلى الفقراء