للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثامن والعشرون

[نمو الكنيسة]

من ٩٦ إلى ٣٠٩ م

الفصل الأول

[المسيحيون]

كانوا يجتمعون في حجراتهم الخاصة أو في معابد صغيرة، وقد نظموا أنفسهم على مثال المجامع اليهودية. وأطلقوا على كل جماعة منهم اسم "الإكليزيا" Ekklesia- وهو اللفظ اليوناني الذي كان يطلق على الجمعية الشعبية في حكومات البلديات- وكانوا يرحبون بالعبيد كما كان يرحب بهم في عبادات إيزيس ومثراس، ولم تبذل أية جهود لتحريرهم، ولكنهم كانوا يواسون بأن يقال لهم انهم سيعيشون في ملكوت يكون الناس فيه جميعاً أحراراً. وكان معظم اللذين اعتنقوا الدين الجديد في أول الأمر من الطبقات الدنيا بينهم عدد قليل من الطبقات الوسطى- الدنيا وعدد أقل من الأغنياء، ولكنهم مع هذا لم يكونوا من "سفلة الناس" كما يدعي سِلسس Celsus، بل كانوا يحيون في الغالب حياة نظام وجد، يمدون بعثات التبشير بالمال، ويجمعون الأموال لمساعدة الجماعات المسيحية الفقيرة. وقلما كانت تبذل في ذلك الوقت جهود لكسب سكان الريف، فلم يعتنق هؤلاء الدين